المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024
بندر الغامدي
بندر الغامدي
بندر الغامدي

"سر نجاح و فشل العلمانية"

تختلف تعريفات العلمانية بإختلاف أنواعها ، إلا أن النوع الاشهر والاكثر شيوعاً منها هو ذلك المذهب الفكري والاجتماعي المكون من مجموعة آراء تسعى إلى فصل و استبعاد الأُسس الدينيّة عن كافة الشؤون المحليّة المدنيّة للدولة.

ظهر هذا الفكر ابتداءً في اوربا كنتيجة للصراع بين الكنيسة والعلوم ، بدأ بالمطالبة بفصل الدين عن الحياة المدنية ، ثم ما لبث ان تطور وتبلور وتشكل في صورة الالغاء الكلي للدين ، حيث ان الدين ورجاله قد عارضوا و تعارضوا كثيرا مع جوانب الحياة العملية وسيطروا على مظاهرها مما ادى لنشوب صراعات أضرّت بالمجتمع كثيراً ، و بفصل الدين ثم القضاء عليه حقق الغرب تميزاً و نجاحات باهرة في شتى العلوم.

هذه النجاحات الباهرة شدّت الانظار وجذبت العقول في وقت اصبح العرب يعاني فيه من ويلات التخلف الناتج عن تمسكهم بدين مختطف ، وسيطرة الخاطفين على مفاصل الحياة المدنية والسياسية والعلمية.

عزّز هذان العاملان الانجذاب نحو الثقافة الغربية العلمانية ، فظهر من يطالب -تصريحاً أو تلميحاً- بالسير على سيرهم والحذو حذوهم ، فبدأت مظاهر فصل الدين وقمعه والبعد عنه في بعض الدول العربية ، الا ان هذا البعد ادى لفشل ذريع وسقوط سريع في غياهب التخلف والانحطاط الخلقي والاخلاقي.

فلماذا نجحت العلمانية هناك وفشلت هنا؟ مالسر وراء ذلك؟ أين مكمن الفرق بين العرب والغرب؟

للاجابة على ذلك علينا ان ندقق النظر بعين بصيرة وعقل ناقد لا بقلب اعمى وفكر تابع.

بعد النظر والتمحيص سنجد أن الفرق واضحاً جلياً للعيان ، إلا أن الرضا و الاعجاب بالغرب قد اعمى بصائرنا عنه ، فعين الرضا عن كل عيب كليلة ، ولكن عين السخط تبدي المساويا.

الفرق بسيط في شكله عظيم في مضمونه ، يكمن في كون دينهم باطل وديننا حق -و إن أُختُطِف- فالاصل فيه الحق ، فبفصلهم الباطل عن الحياة نجحوا ، وبفصلنا الحق عن الحياة فشلنا ، وهذه زبدة المقال.
بواسطة : بندر الغامدي
 0  0  17.2K