المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
يسري زيـــدان
يسري زيـــدان
يسري زيـــدان

عرفت طريقي قصة قصيــرة

طأطأت رأسي و خرجت منه مكتبه وتركته يضحك .. ليس لي و لكن لمن يحادثه في التليفون .. لملمت أوراقي المبعثرة من أمامه و خرجت تائها حائرا منكسرا لم أستطع أن أحبس أحزاني فانهمرت دموعي و لم أدر إلى أين أذهب مجددا فأرسلتني أقدامي الحائرة إلى مكان بعيد ..بعيد .. إلى جسر عال شاهق .. فسرت حتى منتصفه و توقفت .. الرياح شديدة من حولي .. تكاد يدي الممسكة بأوراقي أن تضعف فتطير في الهواء بلا رجعة .. ولم تطر أوراقي أمسكت بها ببقايا قوتي .. و رحت أتذكر لحظات أحلامي السعيدة و أنا منكب على أعمالي منكب على أوراقي عاصفا ذهني .. مرهقا حواسي لا لشيء الا لإمتاع غيري . خلصت مساحتي من تصحيح أخطاء الكتابة و التعديل . لم أترك ورقة بيضاء أمامي لم أستغلها و تألمت رقبتي من الانحناء على أوراقي حتى ملأتها جدا جدا ..
رفعت رأسي و عرفت طريقي .. دفعت بابه بقوة المحاربين و ثقة المضحّين .. بريق كأس أفضل مؤلف لمع في عيوني .. لمع .. لمع .. رحّب بي لمدة دقيقة و انصرف عني لساعة .. كأنه لا يفهم لغتي.. كأني كتبت في الطريق إليه أو كأنه غيّر مهنته و اكتفى لآخر الزمان فلم تدفعه أي حاجة لسماعي و امتلأت أذنه بكلمات تشبه كلماتي.. شكرته فلم يرد علي فأدركت بأني مغمور .. مغمور .. وأغلقت الأبواب من حولي ألا باب واحد .. فرفعت يدي الى السماء فطارت أوراقي في الهواء .. و عرفت طريقي فعدت الى البيت .
بواسطة : يسري زيـــدان
 9  0  19.8K