مركز الملك سلمان للسلام بماليزياودوره في استتباب الامن الدولي
المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه - مرورا بما واصله أبناؤه البررة من ملوك آل سعود وحتى العهد الزاهر الذي نعيشه الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله, وهي بعمق ثوابتها الشرعية وحكمة قادتها وقدراتها المادية والمعنوية تسهم وتشارك في جميع الأزمنة والمناسبات بكل ما تملكه من عناصر أدوات القوى الرئيسية ( السياسية والاقتصادية والإعلامية والعسكرية) لأجل نشر مظلة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم, والمملكة عضو في منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وتلتزم بجميع مواثيق هذه المنظمات التي تدعو إلى التزام جميع الدول باحترام سيادة كل دولة وان لا تتدخل في شئونها وان تحرص جميع الدول على نشر المحبة والسلام بين الشعوب والتعايش السلمي واستتباب الأمن والسلام العالمي بين جميع الدول, والمملكة تحرص دائما وآبدا من خلال سياساتها الحكيمة وعلاقاتها الإستراتيجية الثابتة والراسخة إلى المبادرة في تبني وإعلان المبادرات الإستراتيجية الأمنية التعاونية المشتركة مع كثير من الدول والتي تدعو للوقوف صفا واحد *في مواجهة ومحاربة جميع أشكال وأنواع التهديدات التي تواجهها البشرية من جرائم خطيرة كجرائم تهريب السلاح وتهريب المخدرات وغسيل الأموال وكذلك مكافحة ومحاربة الإرهاب والفكر المتطرف بجميع صوره وفي جميع الأديان.
في زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله لماليزيا في شهر مارس للعام الماضي 2017م ,كان من ثمرات لقاءاته يحفظه الله مع المسئولين الماليزين إعلان البلدين عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا باسم (مركز الملك سلمان للسلام العالمي) وذلك بالتعاون بين كل من مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية ومركز الأمن والدفاع بوزارة الدفاع الماليزية ، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية ، ورابطة العالم الإسلامي.
ومما لاشك فيه أن إنشاء هذا المركز الفكري الاستراتيجي في ماليزيا وفي ظل هذه الظروف السياسية والامنية له مدلولاته* الدبلوماسية الحكيمة اهمها إدراك المملكة للمكانة السياسية الدولية المرموقة لدولة ماليزيا ليس على المستوى الإسلامي فقط بل العالمي نظير سياستها ومواقفها الدولية وعلاقاته المتوازنة والمتميزة مع الدول وكذلك لموقعها الجيو استراتيجي ولنجاحاتها المتفوقة في كافة المجالات وخاصة في مجالات الاقتصاد والأمن.
أن المملكة ومن خلال مكانتها الدولية والإسلامية والعربية حريصة كل الحرص على إطلاق الكثير من المبادرات الإستراتيجية بهدف استتباب الأمن لأنه لا*تنمية من دون أمن ولا أمن من دون تنمية، ففي مجال محاربة ومكافحة الإرهاب نجد أن المملكة تُعتبر رائدة في *مجال مكافحة الإرهاب، إذ ساهمت بفاعلية في اللقاءات الإقليمية والدولية التي تبحث موضوع مكافحة الإرهاب وتجريم الأعمال الإرهابية وفق أحكام الشريعة الإسلامية التي تطبقها المملكة، واعتبارها ضمن جرائم الحرابة التي تخضع إلى أشد العقوبات، إلى جانب تعزيز وتطوير المملكة للأنظمة واللوائح ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب والجرائم الإرهابية وتحديث وتطوير أجهزة الأمن وجميع الأجهزة الأخرى المعنية بمكافحة الإرهاب.
لقد وقفت المملكة موقفاً حازماً وصارماً ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي، إذ تصدت لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والدولي فحاربته محلياً وشجبته ودانته عالمياً..
هذه الجهود العظيمة والمبادرات الإستراتيجية المعلنة والدعم المادي والمعنوي الكبير التي تقدمه المملكة للإسهام في إيجاد حلول تعاونية إستراتيجية دبلوماسية مشتركة ليس للدول الإسلامية فحسب بل لجميع دول العالم الصادقة والمحبة للسلام من اجل دعم وتعزيز التعاون الدولي المشترك نحو تحقيق الأمن والسلام الدوليين..
أن تواجد هذا المركز الاستراتيجي في دولة ماليزيا الإسلامية لهو دليل على نجاح الدبلوماسية السعودية في تقسيم وتوزيع الأدوار بين مختلف دول العالم وخاصة الدول الإسلامية لتوسيع المظلة الامنية المساحية بالإسهام المشترك نحو تعزيز الأمن والسلام العالمي والذي سيحد ويحتوي جميع الأخطار والتهديدات الإرهابية ومحاصرتها ومنعها من التمدد من خلال التنسيق المتواصل بين مسئولي التعاون ألامني والاستخباري لهذين البلدين على وجه الخصوص وبقية دول العالم بوجه عام ,والتعامل المباشر حيال السيطرة على أي مخاطر قد تنشئ لا قدر الله في وقتها,ويعتبر هذا المركز هو بمثابة الجدار والطوق العازل لأي جماعات إرهابية تحاول التمدد والانتشار بفكرها خاصة في العالم الإسلامي فالمركز سيعمل على حماية الأمن الفكري ومحاصرة وتضييق الخناق على قيادات ومنظري الجماعات الإرهابية والأفكار المتطرفة من خلال محاربة وتفنيد الأفكار المضللة التي تؤدي إلى الطعن والتشويه في صورة الإسلام والمسلمين,وبالتأكيد فان هذا المركز سيعمل على زيادة أواصر التعاون الأمني المشترك بين المملكة وماليزيا من خلال التنسيق في تبادل المعلومات والاستفادة من الخبرات المتخصصة لكلا البلدين في مكافحة الإرهاب والتعاون مع الدول ذات النوايا الحسنة لمحاصرة الإرهاب والفكر المتطرف والقضاء عليه والعمل في الوقت نفسه على ترسيخ مفاهيم السلام واستتباب الاستقرار والأمن الدولي ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين جميع شعوب العالم.