التدريب العسكري الالزامي للشباب السعودي
رغم ما تعانيه منطقتنا العربية من ظروف سياسي
اقتصادية,عسكرية,أمنية,وفكرية خطيرة ممثلة في التهديدات الإرهابية والصراعات والحروب والثورات والتدخلات الخارجية الإيرانية السافرة وغيرها من بعض الدول في دول الجوار, والانخفاض الشديد لأسعار النفط العالمية ,ووجود التقنيات المتعددة لقنوات وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار والمعلومات وخاصة انتشار الدعاوى المظللة والأفكار الكيدية المنحرفة والمتطرفة والمسمومة والمرسلة من جهات معادية في مختلف جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والتي تحاول ليل نهار أن تهدف إلى زعزعة امن واستقرار بلادنا من خلال استهداف جميع عناصر القوى الوطنية ( السياسية – الاقتصادية –الإعلامية – الاجتماعية - العسكرية ) إلا أننا في المملكة العربية السعودية ولله الحمد رغم كل هذه التحديات والظروف السياسية والأمنية والاقتصادية المتقلبة في المنطقة نعيش ونشعر بنعمة الأمن والأمان والرفاهية بل وتواكب هذه الدولة الشامخة مسيرة التطور والتنمية الحضارية والتقنية العالمية بكل جديه وبدون اي تراخي ولعل في الزيارات والمهام المكوكية الاخيرة لسمو سيدي ولي العهد وزير الدفاع يحفظه الله لمصر وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية والتوقيع على الكثير من العقود والصفقات مع كبار المسئولين في هذه الدول وفي مختلف المجالات الدفاعية والاقتصادية والتنموية والعلمية ما يؤكد هذا التوجه الجاد والحازم للنهوض بالوطن في جميع الميادين , وهذه النعم والخيرات الوفيرة هي بلا شك نتيجة لقيام قادة هذه الدولة الفتية بتأسيسها على المنهج الراسخ لمبادئ وقيم الإسلام الوسطي الصحيح وكذلك نتيجة لتنفيذ المرتكزات الأساسية الراسخة لإستراتيجية الأمن الوطني لموحد هذه البلاد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه والتي قامت على تحقيق الغايات النبيلة والمتمثلة داخليا في تحقيق الأمن والعدل والمساواة ومنع الظلم واحترام حقوق الإنسان وتوفير العيش الكريم لكافة أبناء الشعب وخارجيا الحرص على حسن علاقة الجوار مع دول الجوار والاهتمام بالقضايا العربية والإسلامية وكذلك بالعمل السياسي المتوازن مع الدول الكبرى القائم على التعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة,
وقد استمرت هذه السياسات الناجحة والرؤى الطموحة منذ ذلك الوقت ومرورا بأبنائه البررة ملوك هذه البلاد وحتى يومنا هذا بقيادة ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله,ونظرا للمكانة الدينية والاقتصادية والسياسية العالية والمرموقة للمملكة في المجتمع الدولي وخاصة في العالم العربي والإسلامي,فان هناك بعض الأنظمة السياسية الفاسدة والجماعات الإرهابية المتطرفة وغيرها من قوى الشر التي تخطط وتدبر المكر والخديعة واستخدام جميع الوسائل والطرق الممكنة من اجل ضرب وتقسيم كيان وحدة هذا الوطن وتماسك أبنائه والتفافهم مع قيادتهم الرشيدة, وقد عمدوا إلى استخدام كافة الحيل للوصول إلى أهم شريحة من شرائح الشعب وهم شباب الوطن لأنهم عماد الآمة ومستقبله فالشباب هم الشريحة الكبرى في المجتمع وهم بعد الله القوى البشرية التي لا يستهان بها في مكونات البيئة الأمنية للوطن والتي تعمل جنبا إلى جنب مع الجهات المعنية من اجل استقرار وامن وبناء ووحدة الوطن.
ولهذا فانه من المهم في هذه المرحلة الأمنية الخطيرة البدء في سرعة تنفيذ برامج للتدريب الالزامي للشباب السعودي أو باي مسمى أخر من خلال تدريبهم تدريبا عسكريا في مختلف أفرع القوات العسكرية في وزارة الدفاع او وزارة الداخلية او وزارة الحرس الوطني وفق خطط إستراتيجية واضحة ومدروسة .
فالشـباب السعودي ولله الحمد يمثل ثروة وطنية هامة, ونسبتهم بالنسبة للسكان تمثل حاليا نسبة عالية وهم بحاجة ماسة إلى تنمية مهاراتهم وتحسين سلوكياتهم وتقوية قدراتهم الشخصية، ليصبحوا أكثر قدرة على الشعور بالثقة والرضا النفسي من أجل مرحلة البناء والمساهمة في تحقيق رؤية الوطن 2030 م, ولذلك فان التدريب العسكري للشباب بات ضرورة مُلِحّة في الوقت الحالي وأصبح الجميع ينادي به وكان أخر هذه النداءات نداء الشيخ المفتي إلى التجنيد الإجباري للشباب للمرة الثانية.
المملكة.
كم يعلم الجميع مساحتها شاسعة جدا، ولها حدود برية وبحرية طويلة ومحاطة كما ذكرنا بدول غير مستقرة امنيا وبدول لها أطماع في المنطقة، لذا فان تدريب الشباب وتجنيدهم عسكريا سيسهم بإذن الله في حراسة وتغطية هذه الحدود والمساحات الكبيرة بالإضافة إلى أن حجم مسؤوليات المملكة قد ازدادت تجاه أشقائها في جميع الدول العربية والإسلامية ،فالمملكة تقوم بواجباتها الإسلامية والإنسانية تجاه هذه الدول, وهي بعد الله الحصن الحصين لأمن واستقرار المنطقة وقد شهدنا جميعا وانطلاقا من هذه المسئولية مبادرة سمو سيدي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان يحفظه الله عن تاسيس اكبر تحالف عسكري إسلامي للحرب على الإرهاب، وهذا المشروع العسكري العملاق يعجل من أهمية تنفيذ برامج التجنيد او التدريب العسكري للشباب للمشاركة في أداء الواجب أيا كان, والاستعداد عند الضرورة للمساهمة والمشاركة في حماية الأمن الوطني والأمن القومي العربي والإسلامي.
ونظرا لهذه المعطيات الهامة جاءت هذه المبادرة الهامة التي تدعو إلى تجنيد الشباب والتي ستسهم بإذن الله في غرس الولاء والمحبة والدفاع عن الوطن وكذلك في ترسيخ مفاهيم سلوكية ونفسية وتربوية خاصة، تمنح المتدرب الشاب فرصاً لاكتساب مهارات شخصية جديدة، وتسهم في تعزيز لياقته البدنية، وتحقق له القدرة على المزيد من التحمل النفسي والجسدي، والقدرة على العمل بروح الفريق الواحد لخدمة الدين والمليك والوطن.