المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024
سالم جيلان
سالم جيلان
سالم جيلان

"الجاهلية بيننا قولًا وفعلًا

"
——————————-

مجتمعاتنا تعٌج بالسلوكيات الخاطئة ومنها مايتعلق بالمخالفات الدينية في القول والفعل والمعاملة بين البشر مع بعضهم البعض .

لعل أبرز هذه السلوكيات التي يمارسها الأغلبية بقصدٍ أو بغير قصد هي " العنصرية " التي تٌعد أبشع عادات العصر الجاهلي وسبب للخلافات والنزاعات والنعرات القبلية والعِرقية في ذلك الوقت وقد زادت وفاضت نتانتها حتى جاء الإسلام وهدي النبوة فأصلحها في صدر الإسلام ثم عادت بعد ذلك وعاد معها الرِّق بالعبيد والجَواري في الدول الإسلامية المتتابعة وعصور الترف التي عاشها الخلفاء والوٌلاة .

قصة أبي ذرٍّ - رضي الله عنه- في تعييره لرَجلٍ بأمّه قصة مشهورة، ومما اشتهر في تلك القصة أنّ أبا ذرّ وضع خدّه على التراب ليدوس عليها بلال!!
تكفيرًا لذنبه الذي ارتكبه بعد أن قال له صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ»!

هكذا خاطب رسول الله عليه الصلاة والسلام الصحابي أبوذر بسبب قوله " ابن السوداء " مناديًا بلال مؤذن رسول الله وصفه بصفات الجاهلية المقيتة وهو تلفظ بالقول فكيف هو حال أولئك الذين يمارسون العنصرية في حياتهم قولًا وفعلًا ؟؟؟؟؟

لحٌسن حظ أبا ذَر الغفاري أنه عاش في زمن خير المرسلين فكتب له الله توبةً عظيمة من صفات الجاهلية في صدر الإسلام أما من تربى وعاش وترعرع في حياة الترف وعصر التكنولوجيا فقد قضى أوقاتًا مليئةً بالعنصرية في أقواله وأفعاله دون رادعٍ من دينٍ أو خٌلق ؛ فيظن نفسه متحضرًا وهو حبيس الجاهلية الحمقاء التي طغت وسيطرت عليه فأحكمت قبضتها على سلوكياته وجعلته ينبذ من هو دونه ويزدري من يعمل تحت إمرته منتقصًا ومٌقللًا لهم بسبب العِرق والنسب أو الدرجة والشهادة الدنيوية .

حاضرنا يرتع في براثن العنصرية المقيتة التي نشرت الحقد وتفشت معها الانقسامات وانتشرت الخلافات وازدادت النزاعات وطغت الكراهية وتوسعت الفجوة حتى مواقع التواصل أصبحت مثل ساحات المعارك وميادين الصراعات يتعارك فيها الغثٌّ والسمين ويتصارع بها العالم والجاهل .

العنصرية داءٌٌ عٌضال لا زمان لها ولا مكان هي في النفوس المتعالية قد سكنت وبعقليات المتكبرين المتغطرسين استوطنت فلا دواء لها ولا شفاء منها مدى الحياة .

لستٌ متشائمًا ولا أٌعاني اعتلالاتٍ نفسية بفضل الله إنما أكتبٌ من واقعٍ نعيشه وعالمٍ نتعايش معه عبر تقنيات العصر فنسمع ونشاهد مايُثار ويتم تداوله عن قضايا ومشاكل تتعلق باللون والعِرق والنسب والمكانة وفي أماكن متفرقة حول العالم. بالطبع لا علاج لدي يمكنني وصفه ولا حل من جانبي أطرحه في هذا المجال وإنما أكتب واصفًا عن حالةٍ مستعصية من باب النقد الهادف متأملًا خيرًا في تناقصها... في قادم الأيام قد أكتب عن حالاتٍ وأمثلةٍ لعنصرية البشر لاحظوا أقول قد وليس هذا وعد.

بواسطة : سالم جيلان
 0  0  15.9K