الوصي علينا.
نفر من الشعب ذو تذمت يجبرون الدهماء على حال هم يؤمنون به في معتقداتهم الصبيانية العاتية، تزهو بتدهور تلكم المعتقدات الوثنية وصفا لا حقيقة، يلاحقون الأمة بعمومها ويخصصون لدهماء الأمة أراجيفهم الفكرية، في كل عرق نابض للشعب لهم تركيز يستخلص من العرق، ليبث بها أوهامه الأزلية، يأمر الشعب وينهى لا تفعلوا كذا لا تقلدوا ذاك، أنت لست أنت إنما أنت هذاك، يكدرون الماء الصافي ويحرقون العشب الأخطر، لو تمكنوا من رقاب الناس لبتروها ولأحرقوا الضحايا بوقود نجس، لمثلوا بجثة الحكيم بحرفية قادرة، وفي المقابل لا يقبلون النصح حتى من آباءهم المباشرون لهم نسباً وتربية، يشغبون على الثابت المقيم بحجة نحن عالمون نحن كل شيء، لا يحملون أي قيمة إلا الأخلاق المنكوسة المخدرة واللسان المتمرد الصديد. يأمرون في علانية صارخة الأمة الحالمة بالوظيفة الحكومية في ظلّ نظام مستبد، لا تفعلوا لا تتوظفوا لا تكون أداء في يد النظام الخاسئ، وفي الخفاء المتواري يأمرون ويحبذون توظف من هم على شاكلتهم في هاتيك الوظيفة، وإن طالبوهم بالفتوى لكانت الفتوى جاز لكم بعيداً عن غيركم، بحجت قربكم من مهنة الحكم، لأن حين ساعة حكمنا، أنتم ولفتم على الحكم، وتكونوا أنتم يدنا الأمينة المهنية العاملة، كل هذا جرى ويجري بعيداً عن الأنظار الحالمة بهستيريا في الوظيفة الحكومية، لا لشيء إلا لبناء مستقبلهم الذي مضى، بين وصي يحكم برغباته ووصي يرغب الحكم. لا تركوا مرأة دون كلمتي إفعلي لا تفعلي، ولا رجل إلا قالوا له نعم ولا، ولا طفل إلا علموه من حظيرتهم وجعلوه يجهل ما في الحظائر الأخرى، لم يتركوا شيء إلا نغسو عليه هناءه الأبدي بتوجيهاتهم الصارمة والحاقدة على تفاصيل الحياة الضيقة، حتى القطط العجوزة. وفي تناقض صرير أمروا المسن الأول بالتقاعد المستحق بما قدم، وأمروا المسن الثاني بالعمل حتى الموت لأن الدنيا دار أعمال وليس أحلام. وعلى نفس المجرى منهم لكن غيرهم، لهم عقائد أخرى لكن أوصياء مثل السابقون تناولا، لهم فكر ماجن داعر وكأنه قطعة ثلج وسط دوامة ناتجة عن لف ملعقة في كأس خمر لاذع، يستبدون يستميتون في تطبيق منهجيتهم الفاسقة في الحياة؛ على مجتمعهم المتجذر المتمسك بإرث مجتمعات أسلافهم القيم، يسعى عبر أساليب متقدمة جداً في حقن سمومه المميتة للأخلاق القيمية للمجتمعات الخالدة، وينجح، نجح، ويستمر في وسع الأرض، وكأنه الآمر الناهي، الواقف ضده متخلف، المختبئ عنه متحجر، المتجاوب معه بدأ يتحضر، والعابد له متحضر أمين فوق الكمال.
هذه هي الإستراتيجية الباعثة للجماعات الإرهابية البشرية على مر التاريخ، تبدأ بشخص وصي وآخر وصي وتنتهي، وينهى، بجماعة وصية وجماعة رد وصية، تنتج الإرهاب.