المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
عبدالله بن مفرح عسيري
عبدالله بن مفرح عسيري
عبدالله بن مفرح عسيري

وزارة الدفاع السعودية ورؤية الوطن 2030


رؤية إستراتيجية واعدة ومستقبل مشرق وزاهر للوطن من خلال نتائج العمل المتقن والمسيرة المستمرة الجادة نحو تحقيق أهداف رؤية الوطن 2030م* في جميع الوزارات والهيئات الحكومية والتي أسهمت وستسهم بلا شك في قوة تماسك وتجاذب عناصر القوى الوطنية الشاملة للدولة لتحقيق الغايات النهائية من هذه الإستراتيجية *في ظل توجيهات قيادتنا الحكيمة وفقها الله وهي إدامة تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية لهذا الوطن الغالي.

ونتيجة لمتطلبات اكتمال العمل لجميع الوزارات الحكومية للسير نحو تحقيق هذه الرؤية الوطنية , تم بالأمس القريب الموافقة الملكية الكريمة على ميثاق تطوير وزارة الدفاع والذي تم إعلانه رسميا في 26* جمادى الآخر لعام 1439 هـ, حيث احتوت الوثيقة على الإستراتيجية الجديدة لوزارة الدفاع ورؤيتها ومرتكزاتها ومهمتها وأهدافها والهيكل التنظيمي للوزارة أسوة بجميع وزارات الدولة والتي سبق وان اعلنت كل وزارة باستراتيجيتها الجديدة واهدافها المعلنة وفق برنامج التحول الوطني 2020م والذي قام على مرتكزان رئيسيان وهما قياس الأداء ومكافحة الفساد.

إن الإعلان الرسمي عن وثيقة وزارة الدفاع هو إعلان عن انطلاق مرحلة تطويرية شاملة وجديدة من حيث التجديد والتحديث والتميز والكفاءة في بيئة وزارة الدفاع والتي كانت قد أنشئت في 5 ذي القعدة لعام 1363هـ بعد أن كان مسماها قبل ذلك وكالة الدفاع.

تتمثل أهمية وزارة الدفاع أنها الجهة الرئيسية المعنية بالدفاع الوطني عن سيادة الدولة وحماية شعبها ومصالحها خاصة إذا كان التهديد من الخارج,وهي تسهم في الوقت نفسه في تامين ومساندة وحماية الأمن الوطني الداخلي للدولة مع القوات العسكرية الأخرى الممثلة في وزارة الداخلية ووزارة الحرس الوطني.

لقد حضيت فكرة تطوير وزارة الدفاع باهتمام وتوجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وبتخطيط وتنفيذ ومتابعة وإشراف من قبل سمو سيدي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله, حيث رأت قيادتنا الرشيدة ان الظروف السياسية والامنية والعسكرية في المنطقة قد أخذت منحى أكثر خطورة وأصبحت البيئة السياسية بشكل عام يلفها الغموض والتوجس والتعقيد, وقد حان الوقت لكي تكون لوزارة الدفاع إستراتيجية جديدة تلعب دورا رئيسيا في احتواء التهديدات الحالية والمستقبلية,بحيث تنفذ مهامها وواجباتها المتعددة في وقتها دون تأخير وبنجاح وإتقان تام.

*أتم برنامج تطوير الوزارة بعد مضي أكثر من سنتين صاحبها بذل الكثير من الجهود والدراسات والاجتماعات والعمل المتواصل, ومن خلال رئيس ومنسوبي برنامج التطوير وبالتعاون مع قيادة رئاسة هيئة الأركان وقادة أفرع القوات المسلحة والجهات المعنية الأخرى,من إعداد وثيقة تطوير وزارة الدفاع .

إن ما يثلج صدورنا كشعب سعودي أن نرى ونسمع ونشاهد هذه الانجازات والتطورات الشاملة في جميع وزارات الدولة ومنها وزارة الدفاع والتي هي بعد الله معنية بشرف الدفاع عن الوطن والشعب بكل كفاءة واقتدار لردع الخصوم والأعداء وهزيمتهم في حال المواجهة .

لقد احتوت وثيقة تطوير الوزارة على وجود إستراتيجية عسكرية محددة للوزارة تبين من خلالها الرؤية الواضحة ومرتكزاتها الأساسية والأهداف الرئيسية المطلوب العمل على تحقيقها وانجازها.

لقد أوضحت الإستراتيجية أن رؤية الوزارة تتمثل في امتلاكها لقوات عسكرية محترفة ومشتركة تحمي أمن الـــوطن ومصالحه من التهديد الخارجي, وتقـــود التحالفات وتشارك بها بجدارة واقتــــدار.

وبالطبع فان صياغة هذه الرؤية تمت بناء على وجود مرتكزات أساسية ومحددة وهي الدفاع والردع ضد أي تهديد كان ,والتنسيق المتكامل مع عناصر القوى الوطنية الاخرى ,وتطبيق افضل ممارسة الادارة لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد,كذلك شملت هذه الإستراتيجية بيان مهمة وزارة الدفاع التي تقوم بإعداد وقيادة القوات المسلحة للدفاع عن أمن ومصالح وسيادة المملكة وحمايتها من أي اعتداء خارجي والعمل مع كافة وزارات الدولة لتحـقــيــق الأمــن الوطني والاستقرار.

كما ورد في هذه الوثيقة الأهداف الإستراتيجية للوزارة والتي قام بتحديدها سمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يحفظه الله والتي على ضوء تحقيقها يكتب لهذه الرؤية النجاح التام , وتلخصت هذه الأهداف في تطوير الأداء الفردي والجماعي ورفع المعنويات لجميع منسوبي القوات المسلحة وهذه بلا شك من أهم الأهداف,أيضا هناك تطوير آليات الأداء التنظيمي للوزارة, وتحقيق التفوق والتميز العملياتي المشترك,وتحسين كفاءة الإنفاق ودعم توطين التصنيع العسكري ,وتحديث المعدات والأسلحة وبالتأكيد فان هذه الأهداف الإستراتيجية تمتاز بشموليتها ووضوحها فهي تساعد جميع منسوبي الوزارة من رؤساء ومرؤوسين في معرفة المتطلبات الصحيحة لتنفيذ الرؤية وسينعكس ذلك إيجابا في رفع مستوى أداء وزارة الدفاع ليكتب لها النجاح والتميز في مسيرتها الحالية والمستقبلية بإذن الله.

أن إعلان هذه الإستراتيجية الواضحة لوزارة الدفاع قد جاءت لتلبي متطلبات هذه المرحلة الحاسمة نتيجة لتقلبات الظروف السياسية والامنية والعسكرية والتي نتج عنها ظهور تهديدات خطيرة في المنطقة منها التدخلات الإيرانية الغير مشروعة في بعض الدول العربية كاليمن وسوريا والعراق وكذلك وجود خطر بعض الجماعات الإرهابية كداعش والحشد الشعبي,لذا نجد أن هذه الإستراتيجية لوزارة الدفاع قد أخذت في الحسبان الموازنة بين هذه الأخطار والتهديدات القائمة والمحتملة وضرورة وجود قوات عسكرية محترفة تمتلك طاقات بشرية مؤهلة وذات كفاءة وتمتلك أيضا احدث التقنيات في المعدات والمنظومات القتالية لكي تمنحها التفوق العسكري ضد أي تهديد.

*أن الفهم الواضح والتنفيذ الصحيح لهذه الإستراتيجية من قبل منسوبي الوزارة يساعدهم في معرفة تنفيذ المهام بكل وضوح ودون التباس, فعلى سبيل المثال هناك من تقوم مسئوليته بالإعداد والبناء وهناك من تقوم مسئوليته في الاستخدام وغيرها ومثل هذا الأمر يساعد في تنفيذ العمليات المشتركة في الميدان بنجاح وتميز, أيضا نجد أن هذه الإستراتيجية تساعد المخططين لبناء وتطوير القوات المسلحة بما يتوجب عليهم معرفته عند قيامهم بإعداد الخطط المستقبلية وفق الأهداف الرئيسية التي تسهم في تحقيق بناء قوات حديثة طبقا لسياسة تحسين كفاءة الإنفاق وتوطين التصنيع العسكري.

أخيرا هذه الإستراتيجية تتطلب من جميع الوزارات الأخرى ذات العلاقة بالتفاعل الايجابي والتعاون والتكاتف والتنسيق في تنفيذ المهام سواء في وقت السلم او في وقت الحرب, ,وعلى ضوئها تستطيع وزارة الدفاع السعودية أن تقوم بأداء مهمتها الرئيسية على أكمل وجه وبنجاح تام في ردع الخصوم والأعداء وقت السلم وتحقيق النصر والحسم وهزيمة المعتدين بإذن الله في حال الدفاع والمواجهة.
بواسطة : عبدالله بن مفرح عسيري
 0  0  74.0K