المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
عبدالله بن مفرح عسيري
عبدالله بن مفرح عسيري
عبدالله بن مفرح عسيري

أهمية زيارة سمو ولي العهد في تعزيز العلاقات السعودية الأمريكية


تمتاز العلاقات الإستراتيجية السعودية الأمريكية بالقوة والمتانة والقاسم المشترك لتميز هذه العلاقات طيلة الثمانية العقود الماضية هي تبادل المصالح المشتركة وكذلك في إسهام هذه العلاقات المستمرة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم..
ورغم ان السلطة الرئاسية في أمريكا تتغير في تداولاتها بين كل فترة وأخرى بين الحزبين الجمهوري تارة والحزب الديمقراطي تارة إلا أن الملاحظ فيها هو ثبات هذه العلاقات باتزان ومرونة رغم الظروف والتقلبات السياسية والامنية في البيئة الدولية ولو عدنا بالذاكرة للوراء في أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتأكد لنا قوة ومتانة هذه العلاقات بين البلدين رغم اتهام خمسة عشر سعوديا بالمشاركة في هذه العملية الإرهابية..
ان حرص قادتنا حفظهم الله على السير الصحيح في سياسة إدارة دفة هذه البلاد بكل حكمة وحنكة سياسية على الصعيد الداخلي والخارجي هو ما جعل الولايات المتحدة الامريكية ومؤسساتها الحكومية المختلفة تحترم هذه العلاقات وتحرص على تقويتها خاصة وان المملكة العربية السعودية شريك رئيسي وحليف استراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية في الحرب على الإرهاب..
ان المصالح المشتركة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية هي مصالح متعددة فهي لا تتوقف فقط على الجانب الاقتصادي رغم الحجم الهائل للتبادل الاقتصادي بين البلدين بل أنها تتعدى ذلك إلى محاور أكثر أهمية وهي التعاون والتشاور السياسي والعسكري الأمني في كثير من القضايا,والتي غالبا ما يكلل لها بالنجاح,ولعلنا نذكر من ذاكرة التاريخ بعض من إشكال هذا التعاون المشترك ففي الجانب السياسي العسكري ,تعاون البلدين في التحالف الدولي لتحرير الكويت في التسعينات وكانت النتائج مذهلة في النصر والحسم, وكذلك ساهمت المملكة مع الولايات المتحدة الامريكية في التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا مؤخرا وكان لهذا التحالف دوره الفعال في القضاء على هذا التنظيم, ونظرا للانعكاسات الايجابية لهذه النجاحات والتوافق في المصالح المشتركة ترتب على ذلك استمرارية صور وأشكال هذا التعاون الاستراتيجي والقوي للسير وفق مؤشر بوصلة السلام في احتوى اي تهديدات أخرى قد تؤثر على امن واستقرار اي من البلدين.
ان المكانة والثقل السياسي والديني والاقتصادي والعسكري للمملكة العربية السعودية وكدولة تحضى باحترام وثقة المجتمع الدولي والدول الكبرى والمنظمات الحكومية والغير حكومية تحتم على قيادتنا الرشيدة في قيامها بمسئولياتها ولعب دور سياسي وعسكري وامني مؤثر وفعال في احتواء أي تهديدات كانت من اجل الإسهام الفعال في نشر الأمن والسلام الإقليمي والعالمي.
ومن هنا تأتي أهمية هذه الزيارة لسمو ولي العهد حفظه الله ورعاه للولايات المتحدة الامريكية وخاصة في ظل هذه الظروف الأمنية والعسكرية والسياسية ,فسمو الامير محمد بن سلمان يعلم ويدرك بقوة وتأثير ومكانة الولايات المتحدة الامريكية على مستوى البيئة الدولية,فلازالت أمريكا بلا منازع هي القوى العظمى في النظام الدولي رغم وجود روسيا والصين كمنافسين لها, ان ما تمتلكه الولايات المتحدة الامريكية من قوة سياسية ودبلوماسية وقوة اقتصادية وقوة عسكرية وقوة إعلامية يجعل منها دولة كبرى ومؤثرة, ولذا فالمملكة وانطلاقا من مسئولياتها تحرص على أمنها وحفظ مصالحها وحماية مواطنيها من خلال تعزيز هذه العلاقات الثنائية التي ستصب وتسهم في مصلحة كلا البلدين.
ان التحركات السياسية والدبلوماسية لسمو ولي العهد تأتي في ظل توجيهات قائد مسيرة الخير والعطاء مولاي خادم الحرمين الشريفين والذي يحرص أيده الله على قيام سموه بتنفيذ هذه المهام والزيارات الهامة التي تسهم في بناء وتنمية وقوة الوطن وحمايته لا قدر الله من أي تهديد سواء داخليا او خارجيا.
ونظرا لهذه الأهمية تأتي زيارة سمو ولي العهد يحفظه الله لواشنطن والاجتماع بالرئيس الامريكي ترامب ,فهناك الكثير من الملفات التي تحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء حول التعاون والتشاور حولها في كافة الأصعدة ففي الجانب السياسي هناك الكثير من الموضوعات ويبرز أهم الملفات وهو الملف الأمني لليمن ورغبة المملكة في حل هذه القضية وحسمها من خلال إلزام النظام الإيراني بوقف دعمه الغير مشروع للانقلابيين الحوثيين الذين عبثوا في مقدرات ومكتسبات وهددوا امن اليمن والمنطقة, وضرورة دعم امريكا لعودة الحكومة الشرعية لحكم اليمن فكما هو معروف الولايات المتحدة الأمريكية لديها القدرة والاستطاعة في الضغط السياسي على نظام إيران لوقف هذه التدخلات الغير مشروعة وكذلك في دورها العسكري في تزويد المملكة بالمعلومات الاستخبارية وتزويدها بالدعم اللوجستي المطلوب من اجل إنجاح عمليات التحالف العربي ( إعادة الأمل ) في اليمن ومن ثم يستطيع التحالف بقيادة المملكة من استمرارية تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني في مثل هذه الظروف الأمنية الخطيرة, حتى تتحقق الأهداف المشروعة لهذه العمليات ويعود اليمن كدولة ذات سيادة يتمتع بالأمن والاستقرار.
أيضا من ضمن الملفات السياسية هناك ملف البرنامج النووي الإيراني والذي بلا شك انه برنامج غير سلمي وهدفه الأول و الأخير هو نشر وتصدير الفوضى الخمينية في المنطقة والعالم ,وهذا البرنامج النووي سيكون له انعكاساته السلبية في التأثير على بيئة الأمن الإقليمية والعالمية ومن هنا تأتي ضرورة التدخل الامريكي في الإسهام مع بقية الدول الكبرى وقناعتهم جميعا بضرورة إلزام نظام إيران على وقف هذه البرامج السرية والتي تريد منها ايران هو حصولها على السلاح النووي رغم تكرار نفيها لذلك.
بالإضافة إلى هذه الملفات السياسية هناك ملفات ذات أهمية قصوى وهي المشاريع الاقتصادية والتجارية والتنموية والتقنية , حيث سيجتمع فيها سمو ولي العهد ويناقشها مع الكثير من الجهات المتخصصة ويقابل فيها الشخصيات القيادية والريادية ورجال الأعمال ,خاصة وأن المملكة العربية السعودية لديها رؤية الوطن 2030م وهو ما يعني وجود الكثير من المبادرات والمشاريع الاقتصادية العملاقة وهي حقيقة تمثل فرص استثمارية واعدة للكثير من الشركات الأمريكية المتنافسة للمساهمة والمنافسة في الحصول على اي من هذه المشاريع الاقتصادية ومن ثم تنفيذها وهذا التعاون في مثل هذه المشاريع الاقتصادية سيعزز من قوة ومتانة التعاون الاقتصادي السعودي الأمريكي.
كذلك يأتي في ثنايا أهمية هذه الزيارة اجتمع سمو ولي العهد مع سمو سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن سمو الامير خالد بن سلمان للاطمئنان على تقديم كافة الخدمات والرعاية اللازمة لجميع ابناء وبنات الوطن ممن يتواجدون هنا في الولايات المتحدة الامريكية سواء للعمل في السفارات والقنصليات والملحقيات العسكرية والثقافية او ممن قدم للتعليم او التدريب سواء من القطاعات العسكرية او المدنية او من ابناءنا وبناتنا المبتعثين والمبتعثات او من قدم للعلاج, جميعهم يوليهم سمو ولي العهد يحفظه الله في جميع زياراته كل الاهتمام والدعم والمساعدة اللازمة .
وبالطبع فمع أهمية هذه الزيارة فأنني انوه إلى أن الإعلام الأمريكي ممثلا في مؤسساته الإعلامية المتعددة والمختلفة لا يحرص بشكل عام على إبراز الحجم الحقيقي لهذه العلاقات المتميزة بين البلدين للمجتمع الامريكي بالصورة الصحيحة ,حيث لا يخفى على الجميع وجود لوبيات تتحامل على المملكة لأهداف ولأغراض مختلفة,ولكن رغم ذلك تبقى علاقات المملكة مع الولايات المتحدة الامريكية من خلال القيادة السياسية لكلا البلدين والتي تتعاون فيما بينها بكل حكمة ودبلوماسية للعمل على توطئة هذه العلاقات المتميزة والفاعلة والمتزنة وهدفها الرئيس كما هو معروف إقليميا وعالميا هو ترسيخ وتعزيز واستمرارية هذه العلاقات الإستراتيجية والتي من شأنها الإسهام بكل قوة و فاعلية في استتباب امن واستقرار المنطقة والعالم.
بواسطة : عبدالله بن مفرح عسيري
 3  0  25.1K