آه يا أمي فين رحتي و تركتيني
توفت جدتي أم والدتي و عمري ٩ سنوات رحمها الله و رحم أمي و كنت دائما أسمع أمي لمن تثقل كاهلها أعباء الحياة تقول آه يا أمي فين رحتي وتركتيني ولمن تنعم عليها الحياة بما يفرحها تبكي وتستفقد وجود جدتي، كبرت وتكرر الصوت والمشهد و كنت أتعجب بعد كل هذه السنين مازال شوق والدتي لجدتي ولم تخف حرقة فراقها وكنت أقول في نفسي أنها تبالغ.
علما أن أمي كانت تعيش في السعودية وجدتي في سوريا ولكن لم تمنع المسافات فقدانها لأمها و لم تهون عليها وفاتها.
وها أنا الأن يا أمي بعد مرور ثلاث سنوات تقريبا عن الحياة ولكن ما زلتي في حياتنا أستطيع أن أفهم صرختك عند الحزن (آه يا أمي فين رحتي و تركتيني) أمي لزلت أبكيكي كما لو أني فقدتك اليوم ما نعلم نعمة ما نملك حتى نفقده.
يوم الأم هوه مجرد رمز للعرفان و التقدير الي نشعر فيه لأمهاتنا كل يوم و بشوفة في حياتي ومن خلال عملي كل يوم فمن أجمل ما أرى و ما يثلج صدري ويفرحني وأشعر و كأني أُبَرْ من كل أبن أو إبنه أجدهم يكلموني ملهوفين على صحة أحد والديهم حريصين على تقديم أفضل الرعاية الغذائية التي تثري صحتهم لتمد بأعمارهم و أحب أكثر عندما يأتيني أحد الأبناء الذي يبلغ عمره فوق الخمسين و يصحب والدتة لعمل حمية صحية لها و يداعبها ضاحكا ممازحا برقي متغزلا بشباب أمه فرحة تتخللها دموع تتسابق إلى عيني أحاول أن أخفيها و كل ما في داخلي يصرخ أشتقت لكي يا أمي.
الأم كنز
الأم حياة
أمي كانت و ستظل ما حييت هيا دنيتي.