التوافق .. بين الواقع والجنون !
يقال أن الأمثال تكون قريبة من الواقع الذي نعيشه !
وقد استوقفي المثل القائل " كل ما يُعجبك والبس ما يُعجب الناس " !
لأن الأكل فيه مساحة للحُرية الذاتية وقد نأكل ولا يُشاهدنا أحد ، أما الملبس فهو المظهر الذي يعكس سلوكنا الخارجي !
ومثال ذلك أن يكون لدينا مناسبة اجتماعية في احدى القرى وجميعهم يلبسون الزي السعودي ويأتي شخص " شاطح " حافي القدمين " يرتدي " برمودا " وعمامة " حمراء " وعقالاً " أخضر " ويترزز " في صدر المجلس " !؟
قيسوا على هذه " الشطحات " أصحاب الفتاوى والتحليلات " والخزعبلات " التي تُثير الرأي العام وتنشر الفوضى !
لدي إيمان كامل بالرأي ، والرأي الآخر ، وحُرية التعبير ، والنقد البنّاء وضرورة التغيير في كثير من عاداتنا المجتمعية وفقاً لمراحل الحياة التي نعيشها !
ولكن هناك " مُسلّمات " المساس بها أو الإقتراب منها كالذي يمشي داخل حقل من الألغام .
قد لا نجد مبرراً لمن " ينعق " بحرية الرأي وأن " صوت الأذان " أصبح نشازاً !
وهو نداء وصوت الحق تبارك وتعالى ، يبعث على الراحة ، والسكينة ، معه تسكن النفوس ويشعر الناس بالأمان ، وهو جُلّ حياتنا اليومية !
نُلقنه للمولود حينما يرى النور في هذه الحياة ونسمعه كل يوم خمس مرات ، فكيف يكون نشازاً ؟!
نحن لا نقترب في النوايا والمعتقدات فقد تكفل بها رب العباد ، ولكن التوافق في سلوكياتنا وأقوالنا وأفعالنا مع المجتمع مطلب هام وضروري !
رسالتي لأصحاب " الشطحات " المدوية .. التزموا الحكمة وراعوا حياة المجتمعات ومُعتقداتها ومن أراد منكم أن يُشارك المجتمع همومه ومشاكله عليه أن يتوخى الإنزلاق خلف بعض الآراء التي قد تجعله ضرباً من إنتحار العقل !!