المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
أ.ماطر عبدالله حمّدي
أ.ماطر عبدالله حمّدي

عن أ.ماطر عبدالله حمّدي

ماجستير إعلام / جامعة الشرق الأوسط -الأردن/عمان
بكالوريوس إعلام وعلاقات عامة جامعة الملك عبدالعزيز

ما ذنب الحب يقتل !!



وتأبى الذكريات إلا أن تاخذني
إلى ذلك الخان القديم
حيث لايسمع فيه
إلا صرير بيبانه الصدئة
وحفيف الريح الذي
تسلل من بين ثنايا نوافذه الهرمه
ليأتي ذلك النادل
الذي أعتاد ان يحمل في يسراه
ذلك الصحن الزجاجي وكعادته يقف بجواري
ويطرق على صحنه ويدندن
بكلماته التي ادمنها مسمعي
(( على قد الشوق اللي في عيوني.. يا جميل سلم
وانا يا ما عيوني عليك سألوني.. ويا ما بتألم
وبخاف لتصدق.. يوم الناس واحتار
أوصف للناس.. الجنه وانا في النار ))


ثم يبتسم ويقول
فنجان قهوتك المرة
وابتسم واهز برأسي نعم
لم يمكث طويلاً
حتى عاد
ومعه فنجان قهوتي المرة
وقطعة حلوى صغيرة

ثم وضعها وانصرف
وعلى أنغام الطرب الأصيل التي تتعالى
من ذلك المذياع القديم
سرحت مخيلتي مع صوت القيصر
وهو يردد كلماته
التي تقول
((غرست كفك تجتثيـن أوردتـي .. وتسحقيـن بـلا رفـق مسراتـي
واغربتاه مضاع هاجرت مدني عني .. وما أبحرت منهـا شراعاتـي
نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي.. ودمروا كـل أشيائـي الحبيبـاتٍ ))

أخرجت قلمي
وبدئت انثر حروفي على تلك الجريدة التي أحضرتها معي
معنوناً ب ((ماذنب الحب أن يقتل ))
ماذنب تلك المشاعر والأحاسيس
أن تؤد في مهدها
ماذنب تلك الأماني ان تموت قبل أن تولد
ماذنب وماذنب وماذنب
إلا أنها ولدت في مجتمع شرقي
قد أصدر أحكامه التي لا إستئناف لها
أحكامه الجائرة وكأن الحب في هذا المجتمع من أعلى درجات الحرام ....
تسألت كثيراً والحيت في السؤال
هل فعلاً أن الحب حرام
أم للعادات والتقاليد أعتبارات أساسية
كونها الدستور الخالد الذي يجب علينا
ان لا نحيد عنه أبداً
وهل من حقهم أن يحكموا على قلب فتاة تعلق
بحب رجلِ وأختارة بكامل إرادته
بالموت القسري
لماذا يؤخذ في الإعتبار تلك العادات والتقاليد القبلية
أن تكون هي المتحكم في مصير علاقة حب بريئة
يمكن أن تكون بعد مشيئة الله ناجحة بكل المقاييس
الكونه ليس من قبيلتها
الكونه ليس من مجتمعها
علينا أن نجرمه وأن ننهي أمآله وأحلامة
وأن نقتل طموحة
وأن نكبل مشاعرة وأحاسيسه
لم أجد لتلك التسأولات أي أجوبه
لم امكث طويلاً حتى استفاقت مخيلتي
وعدت إلى فنجاني الذي أصبح بارداً
كليالي الشتاء الباردة
أخرجت بضع نقود ووضعتها على الطاوله
وأنصرفت تاركاً خلفي تلك الحروف
بمافيها من تسأولات وتاركاً لكم المساحة
لتسطروا مايروق لكم أن تنثروه بين حنايا غرب
بقلمي / ماطر بن عبدالله حمدي
 0  0  18.8K