"لكي تكون وطنيا لا ينبغي ان تكون باذنجانيا"
الوطنية لا تستلزم منك التأييد المطلق ، بل على العكس ، لكي تكون وطنيا يجب ان تؤيد الصحيح وتنكر الخاطئ ، وتكون اكثر وطنية حين تنكر الخاطئ وتقدم الحلول ، فهذا النهج هو نهج المخلص والصادق مع وطنه وقيادته ، اما التأييد المطلق فلا يعد اكثر من كونه باذنجانية.
ماهي الباذنجانية و مَن هم هؤلاء الباذنجانيون أصلاً؟!
يُحكى أن الأمير بشير الشهابى (أحد أشهر الأمراء فى تاريخ لبنان وبلاد الشام عموماً.. من آل شهاب، الذين حكموا المنطقة منذ سنة 1697م حتى 1842) قال لخادمه يوماً: نفسى تشتهى أكلة باذنجان.. فقال الخادم: بارك الله فى الباذنجان، هو سيد المأكولات، لحم بلا شحم، وسمك بلا حسك.. يؤكل مقلياً ومشوياً ومحشياً.. وراح الخادم يعدد فى فوائده، حتى اندهش الأمير من «براعة الوصف»!
وكانت المفاجأة التى لم يحسب لها الخادم الباذنجانى أى حساب.. قال الأمير بشير: ولكنى أكلت منه قبل أيام، فنالنى منه ألم فى معدتى.. فقال الخادم: لعنة الله على الباذنجان.. إنه ثقيل، غليظ، نفّاخ، أسود الوجه.. وهنا قال له الأمير: ويحك!.. تمدح الشىء، وتذمه فى وقت واحد؟.. فقال الخادم: يا مولاى أنا خادم للأمير، ولست خادماً للباذنجان.. إذا قال الأمير نعم قلت «نعم».. وإذا قال: لا.. قلت «لا»!
لهذا يجب الا ينهج الشخص نهجا باذنجانيا ، بل عليه بالصدق والحق ، وقد قيل "عليك بالصدق و ان قتلك" ، الوطنية تستلزم منك الصدق مع الله ومع نفسك و ولي امرك.
ويجب الحذر والتفريق بين الانتقاد والانتقاص ، فالفرق بينهما ان الاول موضوعي مبني على العلم والمنطق ويهدف للبناء ، والاخر مبني على الجهل لا يهدف الا للهدم ، والاول غالبا يرفق بالحلول ، اما الثاني فغالبا يرفق بالعواطف والضجر ، الاول باعث على الامل ، والثاني باعث على اليأس.
اذا احسنا الانتقاد وابتعدنا عن الانتقاص فحتما نحن نسير الى الافضل ونرتقي بأنفسنا واوطاننا ، اما اذا اسأنا الانتقاد وخلطناه بالانتقاص فسنجعل للشيطان فرجات بيننا وهذا مالا ينبغي للعقلاء فعله فضلا عن العلماء.