التميز يحتضن أهله..
لاغرابة في إنجازات صبيا التعليمية ليلة البارحة؛ فالتميز وصبيا توأمان، ومهما عبر اليراع عنهما فلهما مدلول واحد، فإن قلت التميز صبيا أو قلت صبيا التميز؛ تراهما متعانقين يحتضن كلٌ منهما الآخر، وهذا دليلٌ على أنهما أهل ورحم بل قل توأمين، عاشا في رحم واحد، وكبرا وترعرعا في كنف إدارة تعليمية واحدة؛ يطلق عليها اسم إدارة التعليم بصبيا. وتمثل كل المحافظات التي تتبع لها تعليمياً؛ كعقدٍ لؤلؤيٍ يبرقُ وهجًا ونضارة، فإن تقدمت صبيا كعادتها وهي كذلك، فإن "الصاد" فيها صبوة وفتوة يبعث النشاط والطاقة والحيوية، و"الباء" برٌ وبراعة، فبرها رحمةً بأهلها وأبنائها، والبراعة إتقان ومهارة نوعية لقياداتها وفرق العمل فيها، و"الياء" يمينٌ وهي القسم والعهد والبداية والبركة والسنّة والاقتداء،
و"الألف" أمل ومضيٌّ وشموخ، وسيرٌ للمعالي دون رضوخ.
فأنعم بصبيا مكانًا وإنسانًا، وعلمًا وبيانا، وقادة وربانا،
وفكرًا له شأنا، فلا غرابة أن تكون في التميز جوهرة وعنوانا.
وإن سأل سائل كيف وصلت صبيا لهذه المنجزات فأقول:
أولاً :- إن صبيا بيئةٌ تعليمية مهيأة للتميز، فمن بذر فيها البذرة الخيّرة نمت وترعرت وعلت وأثمرت ونضجت وأزهرت، فكان الغرس طيبًا وكان الثمر يانعًا، وقد تعاقب عليها قادة غرسوا وبذروا واجتهدوا وشمروا وبذلوا غاياتهم وكان لهم منها نصيب، وعنها ترجلوا، وتُرِكت القيادة لمن كُلِّف بها فجزاهم الله خيرًا.
ثانيًا: إن صبيا فيها من أبنائها وبناتها قيادات نوعية شابة؛ تبذل الغالي والنفيس من الجهد والوقت والفكر؛ ليسابقوا الزمن في أن تكون صبيا في مقدمة الركب، وكانت الرابعة بين أخواتها بعد أن كانت رقمًا فوق الثلاثين. فهنيئًا لنا بهذه القيادات الشابة النوعية الطموحة، وأحسب أن مستقبل صبيا بمستقبل هذه القيادات الشابة؛ إن هي حفزت وتميزت واستمرت فلن ترضى أن تكون إلا في المقدمة والصدارة، متطلعة إلى الأول بجدارة.
ثالثًا: صبيا كإدارة؛ ليست وحدها فمكاتب التعليم فيها (بنين، بنات) تمثل كياناتٍ ضخمة ومتفاعلة، وبها طاقات شابة وكوادر مدربة؛ يجعلها تفهم المطلوب، وتقوم بالأدوار وتنفذ المهام، وتخطط وتربي وتدرب بجودة وفاعلية، ولها البصمة الكبرى والأثر البالغ في رقي الإدارة وكيانها الأساسي بقطاعيها البنين والبنات.
رابعًا: صبيا عاشت مرحلة البناء والتشييد من عهد مؤسسها وقائدها أ.كرامة الأحمر؛ وخطت خطوات للتميز جبارة في قطف المراكز الأولى، وواصل هذه الجهود خلفه الحازمي، واستمرت الإنجازات مع الخلف الربيع؛ في مرحلة بناء مضنية ومجهدة؛ حققت فيها صبيا الكثير من مبادرات التميز بكل جدارة.
خامسًا: صبيا والتميز المؤسسي بصمة قائد فذ، رسم وخطط واختار وحدد، وانتقى وسدد، فكان بصمة نوعية بحق، إنه أخي "د.عسيري الأحوس" قائد دفتها، وربان مسيرتها وقاطف التميز بجدارة وتفوق دون أي محابآة، فهو الطالب النجيب المتفوق دراسياً، الأول على دفعته في التعليم العام والجامعي، وخرج بامتياز وجدارة، وواصل الطلب حتى نال الدكتوراة بقدرة ومهارة، ووصل من معلم لمدير لمشرف، ثم قاد الموهوبين، ومنها الشؤون التعليمية، وبها وصل للقيادة في صبيا، فكانت صبيا فاتنة في عهده، وبارعة بفكره وجهده، ومتقدمة بخطته وجِدّه، فقد أحسن اختيار قياداته، وأبدع في رسم خطواته، وسدد في تنفيذ مبادراته، فحقق الهدف، ووصل للغاية، فهنيئًا لصبيا به وهنيئًا له بها، وأعلم أن صبيا الآن إدارة تعليمية مميزة؛ تسير وفق خطة محكمة وأهداف مصممة، وتُدار من قيادات بالحب والإخاء مفعمة، فكان لها أن تصل إلى المقدمة.
وعليه؛ فنحن بذلك نفرح لفرحهم، ونسعد بفوزهم، ونتفانى في دعمهم.
أقول في الختام شكرًا "عسيري" على مابذلت وخططت ورسمت واجتهدت ونفذت وسعيت، فالجبال الشامخة تشهد؛ والأرض اليباب لا تنكر المشهد؛ فارفع يدك؛ وواصل المسير إلى المقدمة؛ لنقطف الأول إن شاء الله، ونحن معك أفرادًا ومجموعات، ومؤسسات وكيانات، وكل المجتمع، ندعم ونعاون ونساعد ونساند؛ كي تواصلوا المسير، وتضاعفوا الجهد، وتقطفوا الثمار، والله لن "يتركم أعمالكم".
بحق صبيا؛ خضرة وطن.. وبياض فلّ..