الرئيس السيسي والانتخابات الرئاسية المصرية للعام 2018
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أهم وأفضل الرؤساء والزعماء المصريين في العصر الحديث منذ استقلال مصر في منتصف القرن الماضي وحتى الآن , هذا الرئيس منع بحكمته وشخصيته القيادية القوية , الصبورة الشجاعة حرباً أهلية في المجتمع المصري لا تحمد عقباها وقوله في الآونة الأخيرة بما معناه : إن الشعب المصري لن يفهم حتى بعد مضي أجيال وأجيال ما أخطط إليه من استراتيجية داخلية وعالمية , لا يقصد هنا الرئيس المصري السيسي إهانة الشعب أو إبراز عدم قدرة هذا الشعب على التفكير ووعي الأحداث إنما لضيق الوقت فالخطوات سريعة والوقت قصير , استطاع هذا القائد العملاق من تهدئة الأوضاع في مصر دون كل الدول العربية في الشرق الأوسط وإعطاء القضاء والعدل حرية التصرف وإصدار الأحكام ضد الزعماء أي كان بدون أي تدخل في مجريات الأمور وهذا أثبت للعالم بأسره أن مصر وشعب مصر باستطاعتهم النهوض قدماً في حرية وديمقراطية لا مثيل لها بين دول المنطقة هذا واستطاع الرئيس السيسي فصل الدين عن الدولة والأجهزة الحكومية وبات الأمر واضحاً جلياً في خطته الاستراتيجية الداخلية الإرشادية التنويرية نحو مستقبل أفضل في الأعمار والبناء ورأينا هذا في معظم القرى والمدن المصرية من الشمال حتى الجنوب وخاصة في شبه جزيرة سيناء , وتابع الرئيس الخروج من حالة الفوضى والركود السياسي إلى حالة التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعسكري في آن واحد أمراً كان من المستحيل تحقيقه في ظروف كظروف مصر ونوعية المجتمع المصري المركبة من مجموعات سياسية واجتماعية ودينية صعبة , فبين جماعة الإخوان المسلمين من جهة والعقلانيين المفكرين المثقفين من الجهة الأخرى وطبعاً لا يمكن تجاهل المجتمع القبطي الذي له الباع الطويل في إدارة مصر وبناء المجتمع المصري نرى أن هذا القائد يضع بصماته على كل شيء لمصلحة بناء مصر وفي النهاية المستفيد الوحيد هو الشعب المصري.
زرت مدينة عمان عدة مرات وعواصم أوروبية وعربية أخرى وتحدثت في لقاءاتي مع الكثيرين من السكان من أصول عربية (عراقيين وسعوديين وكويتيين ويمنيين وإماراتيين وتونسيين ومغاربة وليبيين وسودانيين) وكذلك مع السكان الأصليين الأجانب للعواصم وجميعهم ثنى بالخير على هذا الزعيم الرائع وقيل لي على يد العشرات : " لو سمحت لنا الفرص أن نأتي به لبلادنا لقبلناه رئيساً لبلادنا بدون أي قيد أو شرط ", هذه النظرة العامة للشعوب في المنطقة ونلمسها من عامة الناس في الشارع والمؤسسات التي تنشر الأبحاث في الشؤون الشرق أوسطية.
الاستراتيجية المصرية الداخلية وفي المنطقة تهدف للعدل والرحمة والرأفة والرفاهية لجميع أبناء الشعب المصري في كل مكان وهناك من تلوث فكره بالتطرف الديني في سيناء والصعيد المصري في الجنوب , ولهم الحل العسكري الذي يقوده الرئيس بنجاح ويقود شعبه المصري الأبي إلى بر الأمان , لم ترتاح مصر بعد من المشكلات السياسية الداخلية فالتطرف الديني عند جماعة الإخوان المسلمين كمجموعة منظمة بشكل ممتاز ما زالت تشكل خطراً كبيراً على مصر والمصريين والنظام فيها , هذا وإن لم تعالج قضية هذه الجماعة المتطرفة بشكل جذري سيتكبد الشارع المصري الخسائر الفادحة التي ستفقده توازنه من جديد , وفي هذه الحالة التي ليست بجديدة على الشارع المصري سيستعمل الرئيس السيسي من أجل تهدئة الأوضاع وحماية أبناء شعبه من المتطرفين دينياً قوى عسكرية منظمة جداً وذات تقنية عالية تجوب الطرقات والشارع المصري مرة أخرى كي لا يتكرر السيناريو بعد ثورة 25 يناير كانون الثاني للعام 2011 , هذا تاريخ لا ينسى في ذاكرة مصر والمصريين فالربيع العربي الذي نجح في مصر وبعض الدول العربية بعض الشيء , بات خريفاً هذا الربيع في الكثير من الدول العربية الأخرى على عكس ما يجري في مصر.
الانتخابات الرئاسية المصرية لهذا العام 2018 هي ثالث انتخابات بعد ثورة 25 يناير ولإجرائها بشكل حر وديمقراطي يدق في الفترة الأخيرة الرئيس السيسي ناقوس الخطر ويهيب من منطلق القوة والثبات بالشعب المصري العقلاني المثقف والمفكر بالتكتل والتضامن مع بعضه البعض بما في ذلك مصلحة لمصر وليست أصواته المرتفعة وخطابه للجمهور المصري بتهديد أو لضغط نفسي يعاني منه الرئيس أو لخوف من خوض هذه الانتخابات وإنما لخوفه على الشارع المصري وأهل مصر لو تغيرت موازين القوى بقدرة قادر وعادت جماعة الإخوان المسلمين للساحة السياسية ولحكم مصر , هذه الحالة الصعبة المتجددة قد تتسبب بحرب أهلية في مصر التي كان قد منعها الزعيم السيسي في العام 2012 بعد فوز الرئيس السابق محمد مرسي بالانتخابات وكذلك في العام 2014 بعد فشل مرسي ونجاح الرئيس السيسي , هذا لأن المفاهيم الديمقراطية الحرة لا تخترق حد عقول جماعة الإخوان المسلمين ومفاهيمهم في التعامل الإنساني والاجتماعي والديني حتى مع أبناء دينهم غير المتدينين فهم لا يقبلون بأي شكل من الأشكال من يخالفهم الرأي ولا يتقبلون الرأي الآخر المغاير المختلف ومثلهم مثل بقية جميع الحركات المتطرفة دينياً في العالم العربي والمشكلة العُظمى هي بين تلك الحركات فتتفاقم وتتسبب بالضرر لبعضها البعض وهي على الأرجح حركات وتنظيمات إرهابية مثلها مثل داعش والنصرة , القاعدة وحزب الله , حماس ونصر الله , والحوثيين والقائمة طويلة جداً والغريب في الأمر أن هذه التنظيمات الإرهابية تحارب بعضها البعض ولا تقبل بعضها البعض وجميعها يؤمن برب واحد هو الله تعالى عز وجل , ونبي واحد الرسول الكريم علية السلام وتتنازع يومياً في شتى الأمور وكل فئة منها تريد إبادة المجموعة الأخرى.
مخاوف الرئيس السيسي في هذه الحالة الخاصة والمرحلة الزمنية الحرجة حقيقة جداً بالرغم من قوته وعزمه وإصراره على الانتصار في الانتخابات , إلا أنه يلوح بسيف الضرر قبل وقوعه لمنعه , وهذه هي الحكمة في حديثه وخطابه , ومن هنا نستشف أن الرئيس السيسي قادر على الصمود في المعركة ومن يرشح نفسه قبالته لن ينتصر ولن يفوز في الانتخابات وإنما التجزئة في أوساط الشعب المصري العقلاني الفكري المثقف تتسبب بالتشتت , وفي النهاية تتسبب بالفشل لو دخلت جماعة الإخوان المسلمين بنيتها السرية المبيتة للمعترك السياسي ورشحت أحد النشيطين من صفوفها للانتخابات الرئاسية هذا وتنتظر هذه المجموعة وتترقب الأحداث حتى تسنح لها الفرصة وتستغل هذه الحركة التشتت القائم في صفوف المجتمع لتخوض الانتخابات بكل قواها , لأنها فئة منظمة جداً وعندها الكوادر المناسبة لخوض الانتخابات والتي قد تمكنها من الانتصار فيها إذا وقفت قبالتها عدة فئات من الأوساط المثقفة العقلانية الفكرية مرشحة كل منها مرشح للرئاسة , فتعدد المرشحين في هذا الجانب يقسم أصوات الشعب المصري وتنتصر في هذه الحالة جماعة الإخوان المسلمين لأن عددهم سيفوق تلك الأعداد المتجزئة.
في النهاية على الجانب العقلاني الفكري المثقف الاختيار , رئاسة عبد الفتاح السيسي كرئيس لمصر يطورها ويرعاها ويقودها بكل قواه والكوادر المصرية للوصول بأهل مصر إلى بر الأمان , أو فشل الرئيس السيسي وانتصار جماعة الإخوان المسلمين والعودة بمصر وأهلها لعصر الظلمات , والنتيجة واضحة في هذه المقارنة بالمقياس معظم أبناء الشعب المصري يفضلون الرئيس السيسي على رئاسة جماعة الإخوان المسلمين لمصر.