أفول
لَقد بَلغَ الجَوى مِنِّي التَّرَاقي
وسَاقِي التَفَّ مِن شَوقي بِسَاقي
وَرُوحي فَارَقت جَسدي وقلبي
يَذُوب جَواً على لَهبِ احترَاقي
فأيامي مَصَت والعُمرُ يَجرِي
وأحلامي تَعَثَّرُ عن سِباقِي
وجِسْمي يَشتَكِي سُقماً وداءً
وَليسَ لِدَائه طبٌ ورَاقِ
وقَافِيَتي مِن الهِجْرَان تَبكِي
يُسَابقُ دَمعُها دمعَ المَآقِي
وُلِدْتُ مُكفناً في ثَوبِ فَقْدٍ
وصَرخَةُ مَولِدي سِرُّ اشتِياقي
يقول النَّاسَ أنَّ الشَّهدَ حُلوٌ
وعندي طَعْمه مرُّ المَذاقِ
أُفُول الشمس في نظَري نَذِيرٌ
بِأنِّ العُمر أقرب للفراقِ
لَقِيتُ الأرض ضيِّقةٌ ِبعَيْنِي
وما احتَمَلَت مَنَاكِبُها انْطِلاقي
فَخاطَبتُ السَّماءَ ولِي رجَاءٌ
أشُدُ بِه إلى أَملٍ وَثَاقي
وليسَ اليَأس مِن طَبعي ولكن
قَوَافِي الشِّعر تفضَح ما ألاقي
سَأبقَى رغمَ كلِ جراحِ قلبي
أَمُدُّ يَدَاً وأحلمُ بالتَّلاقِي