ورقة وقلم
قرأت خبراً في أحد الصُحف الالكترونية أن أمير منطقة عسير وجّه بدراسة ومعالجة ازدياد ظاهرة الإنتحار في إحدى القرى التابعة لمنطقة عسير !
إن الإقدام على الإنتحار ووضع المريض حداً لحياته بهذه الطريقة " البشعة " التي حذرنا منها الله عز وجل بقوله " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً " كما حذرنا من ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهي ليست مشكلة عابرة أو قرار يتخذه المريض دون أسباب ودوافع بل وربما تراكمات خاطئة منذ الطفولة !
كما أن تعاطي وإدمان المواد المخدرة يلعب دوراً بارزا في ذلك ، لأن غالبية إن لم يكن جُلّ تلك المواد مغشوشة ومخلوطة بتركيبات غير معروفة المصدر تؤدي بدورها إلى الأمراض الذهانية . والفصام ، والإكتئاب الحاد ، والهلاوس والضلالات !
كما أن العامل الوراثي قد يلعب دوراً هاماً في الإضطرابات النفسية، وتحفيز المرض .
نحن بحاجة ماسة الى معرفة جوانب متعددة في شخصية المريض قبل إقدامه على الإنتحار ، كونها ليست وليدة اليوم و يسبق هذا المرض اضطرابات واعتلالات نفسية متعددة، وأعراض رئيسية ، وثانوية مصاحبة للمرض ، تدفع بالمريض حتى يصل الى مرحلة اليأس من الحياة !
ولتحقيق أفضل النتائج وجب العمل الدؤوب على معالجة السبب قبل العَرَض ومعرفة التاريخ المرضي ، للمريض وظروفه الحالية ، والتركيز على الحاضر وتقييم حالته وفق الشكاوى والمخاوف التي تنتابه !
كما أنه من الأهمية بمكان زيادة وعي الأسرة بخطورة المخدرات ، والعنف ، والتسلط ، والتربية الإعتمادية ، وغياب التخطيط ، والصراعات !
إن زيارة مستشفيات الأمراض النفسية ليست وصمة عار كما يتصورها البعض فالأمراض النفسية هي مرض يعتري الإنسان كغيره من الأمراض ، وتحتاج الى فحص وتقييم وعلاج وإهمالها يزيد من حجم المشكلة !
✍ مشعل ...