ثمانية أعوام على رحيل ابي تمام
توقفت الأسبوع الماضي عن الكتابة نتيجة انشغالنا بوفاة ابن العم سعيد علي بالفخر رحمة الله عليه وقبلها بيومين كانت وفاة عمتي رحمها الله وفي ظل هذه الأحداث المؤلمة هلّت علينا قبل أيام الذكرى الثامنة لوفاة الراحل عن دنيانا الفانية الرجل الهمام أبا تمام فيصل عثمان بن شملان رحمة الله عليه
صاحب الخطوة الأولى في دوران عجلة التغيير في اليمن وملهما لشبابها الذين اداروا هذه العجلة وتوجوها بثورة التغيير في فبراير 2011 وأسقطوا من خلالها حكما أسريا جثم على صدر البلاد 33 عاما ولولا تعرض هذه الثورة للالتفاف ومن ثم للانقلاب الذي دخلت بسببه اليمن بعد ذلك الى منعطف آخر ونفق جديد وأشد ظلاما من سابقه لكن حسبنا ان هناك نورا وأملا في نهاية النفق لا شك ان همة الأحرار ستصل اليه ولكن بعد عناء طويل.
رحم الله أبا تمام فقد عرفت هذا الرجل من خلال ما قرأت عنه كأول وزير للأشغال في حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عام 1967 والتي لم يدم فيها طويلا وتنحى كغيره من الوطنيين الأحرار بعد ان بدأت هيمنة الجناح اليساري في الجبهة القومية تتمدد أذرعه الأخطبوطية على كل مفاصل الثورة والحكومة والوطن بشكل عام حتى سار به الى أحضان المنظمة الاشتراكية العظمى مستلهما تطبيقات ستالين ولينين لنظرية استاذهم المؤسس كارل ماركس.
وكذلك ما سمعته عنه من احد أبناء بلدته ( السويري) الذي كثيرا ما كان يزوره الى بيته في البريقة ابان فترة دراسته في كلية الطب بجامعة عدن والذي كان حاضرا اثناء زيارة بعض رفاق حضرموت للسلام عليه في احد الأعياد وفي اثناء تلك الجلسة عطس احد الرفاق وهو من كبار المنظرين لنظرية ماركس فنطق لسانه بفطرته التي تربى عليها فقال (الحمد لله) ونسي ان عددا من الرفاق حوله سيدونون هذه الحادثة في اقرب تقرير فالتفت اليهم وقال هذه عادات قديمة تربينا عليها ويصعب التخلص منها فضحك الرفاق ( اسأل الله لنا ولهم الهداية وحسن الخاتمة )
بعد ذلك تابعت عن بعد وبحماس شديد نتائج العملية الانتخابية البرلمانية الأولى للدولة اليمنية الواحدة في عام 1993م بعد انقضاء الفترة الانتقالية والتي استطاع المرشح المستقل فيصل بن شملان حصد أصوات المرشحين لدائرة تريم رغم هيمنة مرشحي الحزب الاشتراكي على كل دوائر المحافظات الجنوبية كاملة باستثناء 4 دوائر تقريبا تم التنازل عنها لصالح المؤتمر الشعبي العام لكن مرشحيها اشتراكيون غيروا البطاقات فقط لضرورة اقتضتها المرحلة لكن دائرة الأستاذ فيصل هي من تجاوزت قدرة تأثير الاشتراكي وجلاوزة امنه العتيد في ذلك الوقت المسمى مجازا (امن الدولة) فكان لناخبيه اليد الطولى رغم المنافس الاشتراكي الشرس وفاز فيصل بن شملان الشخصية الوطنية الاجتماعية ذات البعد التاريخي والمؤطرة ثقافيا وفكريا بالعقيدة الإسلامية الصحيحة ومنهجها القويم والشخص الذي وصلت جهوده وانشطته ابناء مجتمعه وغيرهم ويكفي علامة بارزه ذلك الصرح الكبير (جامع السويري) الذي بني تحت اشرافه ودعمه ابان فترة الرفاق وفكرهم على البلاد الذي يمنع بناء مساجد جديدة او حتى ترميم القديم منها الا فيما ندر فبجهود الأستاذ فيصل تم بناء ذلك الجامع الكبير والذي يُعدُّ مدرسة حقيقية فمن خلاله تخرجت اعداد كبيرة من حفظة كتاب الله تعالى وقد تشرفت بزيارة هذا المعلَم عام 1995وسرني ما رأيته من كثرة عدد حلقات تحفيظ القران الكريم التي يرتادها المئات من الطلاب بشكل يومي وتخرج منها الكثير من حفظة كتاب الله اسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناته يوم القيامة .
قُدّر لي اللقاء بتلك الهامة الوطنية في نهاية 1994في شقته المتواضعة في صنعاء وهو وزير النفط حينها فكان نموذجا للتواضع الحضرمي ومن الأشخاص الذي تألفه وتحبه لمجرد ان تتحدث معه وبعد ذلك زرته في بلاده السويري بصحبة المهندس محسن بن شملان في مناسبة زواج وقد كان حينها مقدما استقالته من وزارة النفط التي لم يكمل فيها عاما واحدا وقد جاء اليه ونحن في مجلسهم أحد أقاربه يخبره ان هناك اتصال من رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح فقال رد عليه انني مشغول وقد علمنا ان هذا الاتصال محاولة لإقناعه بالتراجع عن الاستقالة فقال انا طلبت منهم طلبا واحدا فقط وهو صلاحية الوزير ومعرفته بعدادات النفط كم تنتج وكم تستهلك اما ان أكون وزيرا مجردا من الصلاحيات ومغيبا عن المعلومات فلا يشرفني ان أكون شاهد زور وحاملا لأوزار اللصوص .
لقاءاتي تكررت بالحبيب أبا تمام بين الحين والآخر وقد حملت له ذات يوم طلبا لتزويد معهد ابوبكر الصديق العلمي بمشهد الهجرين فتكفل بشراء مضخة المياه للبئر الارتوازية وكافة متطلباتها
والحديث عن ابي تمام رحمة الله عليه حديث ذو شجون لن تكفيه دفتي كتاب من الحجم الكبير فما بالك بمقال في عمود اسبوعي
لكنها ذكرى وددت ان لا تمر دون الإشارة اليها ولو بالنذر اليسير رغم ذكرياتي الكثيرة معه ،
وان قُدّر لي الكتابة في فرصة أخرى سأفعل ولن افي ابي تمام حقه رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
رحل أبو تمام والوطن كان في أمس الحاجة اليه والى امثاله من ذوي العقول النيرة من يحملون هم الوطن والمواطن ويعملون لأجله لا كالذين جعلوا الوطن غنيمة لأنفسهم ولذوي القربى والأحبة من كل لون .
صاحب الخطوة الأولى في دوران عجلة التغيير في اليمن وملهما لشبابها الذين اداروا هذه العجلة وتوجوها بثورة التغيير في فبراير 2011 وأسقطوا من خلالها حكما أسريا جثم على صدر البلاد 33 عاما ولولا تعرض هذه الثورة للالتفاف ومن ثم للانقلاب الذي دخلت بسببه اليمن بعد ذلك الى منعطف آخر ونفق جديد وأشد ظلاما من سابقه لكن حسبنا ان هناك نورا وأملا في نهاية النفق لا شك ان همة الأحرار ستصل اليه ولكن بعد عناء طويل.
رحم الله أبا تمام فقد عرفت هذا الرجل من خلال ما قرأت عنه كأول وزير للأشغال في حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عام 1967 والتي لم يدم فيها طويلا وتنحى كغيره من الوطنيين الأحرار بعد ان بدأت هيمنة الجناح اليساري في الجبهة القومية تتمدد أذرعه الأخطبوطية على كل مفاصل الثورة والحكومة والوطن بشكل عام حتى سار به الى أحضان المنظمة الاشتراكية العظمى مستلهما تطبيقات ستالين ولينين لنظرية استاذهم المؤسس كارل ماركس.
وكذلك ما سمعته عنه من احد أبناء بلدته ( السويري) الذي كثيرا ما كان يزوره الى بيته في البريقة ابان فترة دراسته في كلية الطب بجامعة عدن والذي كان حاضرا اثناء زيارة بعض رفاق حضرموت للسلام عليه في احد الأعياد وفي اثناء تلك الجلسة عطس احد الرفاق وهو من كبار المنظرين لنظرية ماركس فنطق لسانه بفطرته التي تربى عليها فقال (الحمد لله) ونسي ان عددا من الرفاق حوله سيدونون هذه الحادثة في اقرب تقرير فالتفت اليهم وقال هذه عادات قديمة تربينا عليها ويصعب التخلص منها فضحك الرفاق ( اسأل الله لنا ولهم الهداية وحسن الخاتمة )
بعد ذلك تابعت عن بعد وبحماس شديد نتائج العملية الانتخابية البرلمانية الأولى للدولة اليمنية الواحدة في عام 1993م بعد انقضاء الفترة الانتقالية والتي استطاع المرشح المستقل فيصل بن شملان حصد أصوات المرشحين لدائرة تريم رغم هيمنة مرشحي الحزب الاشتراكي على كل دوائر المحافظات الجنوبية كاملة باستثناء 4 دوائر تقريبا تم التنازل عنها لصالح المؤتمر الشعبي العام لكن مرشحيها اشتراكيون غيروا البطاقات فقط لضرورة اقتضتها المرحلة لكن دائرة الأستاذ فيصل هي من تجاوزت قدرة تأثير الاشتراكي وجلاوزة امنه العتيد في ذلك الوقت المسمى مجازا (امن الدولة) فكان لناخبيه اليد الطولى رغم المنافس الاشتراكي الشرس وفاز فيصل بن شملان الشخصية الوطنية الاجتماعية ذات البعد التاريخي والمؤطرة ثقافيا وفكريا بالعقيدة الإسلامية الصحيحة ومنهجها القويم والشخص الذي وصلت جهوده وانشطته ابناء مجتمعه وغيرهم ويكفي علامة بارزه ذلك الصرح الكبير (جامع السويري) الذي بني تحت اشرافه ودعمه ابان فترة الرفاق وفكرهم على البلاد الذي يمنع بناء مساجد جديدة او حتى ترميم القديم منها الا فيما ندر فبجهود الأستاذ فيصل تم بناء ذلك الجامع الكبير والذي يُعدُّ مدرسة حقيقية فمن خلاله تخرجت اعداد كبيرة من حفظة كتاب الله تعالى وقد تشرفت بزيارة هذا المعلَم عام 1995وسرني ما رأيته من كثرة عدد حلقات تحفيظ القران الكريم التي يرتادها المئات من الطلاب بشكل يومي وتخرج منها الكثير من حفظة كتاب الله اسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناته يوم القيامة .
قُدّر لي اللقاء بتلك الهامة الوطنية في نهاية 1994في شقته المتواضعة في صنعاء وهو وزير النفط حينها فكان نموذجا للتواضع الحضرمي ومن الأشخاص الذي تألفه وتحبه لمجرد ان تتحدث معه وبعد ذلك زرته في بلاده السويري بصحبة المهندس محسن بن شملان في مناسبة زواج وقد كان حينها مقدما استقالته من وزارة النفط التي لم يكمل فيها عاما واحدا وقد جاء اليه ونحن في مجلسهم أحد أقاربه يخبره ان هناك اتصال من رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح فقال رد عليه انني مشغول وقد علمنا ان هذا الاتصال محاولة لإقناعه بالتراجع عن الاستقالة فقال انا طلبت منهم طلبا واحدا فقط وهو صلاحية الوزير ومعرفته بعدادات النفط كم تنتج وكم تستهلك اما ان أكون وزيرا مجردا من الصلاحيات ومغيبا عن المعلومات فلا يشرفني ان أكون شاهد زور وحاملا لأوزار اللصوص .
لقاءاتي تكررت بالحبيب أبا تمام بين الحين والآخر وقد حملت له ذات يوم طلبا لتزويد معهد ابوبكر الصديق العلمي بمشهد الهجرين فتكفل بشراء مضخة المياه للبئر الارتوازية وكافة متطلباتها
والحديث عن ابي تمام رحمة الله عليه حديث ذو شجون لن تكفيه دفتي كتاب من الحجم الكبير فما بالك بمقال في عمود اسبوعي
لكنها ذكرى وددت ان لا تمر دون الإشارة اليها ولو بالنذر اليسير رغم ذكرياتي الكثيرة معه ،
وان قُدّر لي الكتابة في فرصة أخرى سأفعل ولن افي ابي تمام حقه رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
رحل أبو تمام والوطن كان في أمس الحاجة اليه والى امثاله من ذوي العقول النيرة من يحملون هم الوطن والمواطن ويعملون لأجله لا كالذين جعلوا الوطن غنيمة لأنفسهم ولذوي القربى والأحبة من كل لون .