العلاقات السعودية الإماراتية تنطلق من حقائق التاريخ ومحاضن الجغرافيا
أن دولة الإمارات أقرب الدول التصاقاً بالمملكة العربية السعودية, وأن ما يجمع الدولتين يتجاوز ما هو متعارف عليه في العلاقات بين الدول انطلاقاً من حقائق التاريخ, ومحاضن الجغرافيا, ناهيك عن وحدة المنشأ التي تجمع الدولتين في إطار الرابطة العربية ولحمة الوشيجة الإسلامية اللتين لا سبيل إلى انفصامهما أرضاً وشعباً وتاريخاً, بعد أن ترسختا في ضمير ووجدان الشعبين الشقيقين, والقيادتين الحكيمتين وأصبحتا جزءاً هاماً, وركناً أساسياً في النسيج الحضاري التراثي والشعبي المشترك بين البلدين .
فقد كان للبلدين مواقفهما العظيمة والتي شهدها التاريخ وشاهدها العالم بأسره بالوقوف إلى جانب إخوانهم من العرب والمسلمين فتلك المواقف تمثلت في النظرة الموحدة بين الدولتين في المحافل الخليجية والعربية والإسلامية والدولية, لذلك تعتبر العلاقات السعودية الإماراتية تسير وفق سياقها التاريخي الذي عزز التقارب بينهما .
فالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات تميزت علاقتهما بالخصوصية, التي خلقتها تلك الصفات والمكونات المترابطة والمشتركة بين الشعبين الجارين, من عقيدة واحدة ولغة واحدة ومصير مشترك وعادات وتقاليد واحدة, فالدولتان تتمتعان بانسجام خاص يتمثل في السمات الموحدة, التي أدت إلى تشابه أنظمتها وتماثل تكوينها السكانية وتقاربها الثقافي والحضاري, وهي نموذج يحتذي به في بناء العلاقات السياسية الدولية مما مكن القيادتين الرشيدتين في كلا البلدين من ترجمة المفاهيم والقيم المستمدة من الدين الإسلامي إلى عمل موحد يشد بعضه بعضاً كالبنيان المرصوص , وهذا ما أدى إلى إرساء علاقات ثنائية متينة ومتميزة بينهما.
واحتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني لدولة الإمارات ما هو إلا خير شاهد على تتطابق وجهات النظر بينهما, وخير دليل على الانسجام منقطع النظير في تعميق العلاقات السعودية الإماراتية .