المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024
د. فهد بن عتيق المالكي
د. فهد بن عتيق المالكي
د. فهد بن عتيق المالكي

أستاذ التاريخ الحديث المشارك بجامعة أم القرى

شمس الحق ستظهر على الباطل

الصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الحياة ، وضرورة اقتضتها حكمة الله في هذا الوجود فمن لا يعرف الشر ويتأذى منه؛ لا يدرك جمال الخير، ويحبه ويطلبه، كذلك فإنه لكي نعرف الحق ونتذوق حلاوته ينبغي علينا أن نقف على أمر الباطل ونعرف ضرره.
والصراع بين الحق والباطل صراع قديم ، فمن يوم أن أهبط الله تعالى آدم وزوجه إلى الأرض وأسكنه وبنيه فيها وهم يتصارعون، فقابيل قتل أخاه هابيل حقداً وعدواناً, ومن هنا بدأ الصراع وبدأ الإنسان يقاتل أخاه الإنسان من أجل العقيدة .. من أجل الحياة .. من أجل البقاء..من أجل المال .. من أجل المنصب ..
وفي كل العصور والأزمنة نجد الصراع قائماً بين الحق والباطل.. فالأنبياء والمرسلون كان لهم خصوم وأعداء من أقوامهم، ناهضوا دعواتهم وحاربوها، لكنهم وقفوا في ثبات وقوة وعزم وصبر يناضلون دعائم مبادئهم، ويدافعون لإرساء قواعد شرائعهم المنزلة من عند الله.
ولئن كان الأنبياء والمرسلون لقوا – في أول الأمر – مشاقاً وإرهاقاً نتيجة التحدي والإصرار والعناد .. ولئن كان للباطل في مستهل الدعوات صولة، ودولة ، وغلبة. إلا أن النهاية كانت دائماً لأنبياء الله الصالحين, وكانت العاقبة الطيبة في جانب رسل الهدى والخير.. فنصرهم الله. ونصر دعواتهم. وكانت هي السائدة المهيمنة، والغالبة العالية، وتاريخ الأنبياء – في القرآن أو كتب التاريخ – قائم يشهد بذلك خير شهادة.
إن الصراع بين الحق والباطل في كل ميدان سيظل قائماً ما دامت السموات والأرض, لا تهدأ معاركه ولا تخبو جذوته ولا تنتهي حوادثه ولا يكل المتخاصمان فيه عن الجدل والمناقشة, لكن مهما بلغت قوة الباطل وصولته .. ومهما كانت دولته وكثرته فحسب دعاة الحق أنهم يستمدون قوتهم من قوة الله، ويأخذون أداتهم من كتاب الله وسنة رسوله.. أما دعاة الباطل فهم ينصرون باطلهم بأدلة واهية واهنة تعتمد على الكذب والتزيف. وترتكز على الجهل والإرادة الغاشمة.
بواسطة : د. فهد بن عتيق المالكي
 0  0  13.3K