المفسد آفَة يجب استئصاله من المجتمع
عبر التاريخ بطوله وعرضه لم يحل المفسد في مجتمع من المجتمعات إلا وحل معه الدمار , ولحق به النكبات , وتضاعفت معه المعضلات , وانتشر بسببه بين الناس الوباء , لأنه من أخطر المشاكل التي تواجه البلاد والعباد , وذلك لتوغله في جميع مفاصل المجتمع الحياتية فهو شديد الانتشار , ذو جذور عميقة , تأخذ أبعاداً واسعة , وتتداخل فيه عوامل مختلفة , يصعب التميز بينها , وهنا يكون التحدي معه يحتاج إلى جرأة لنزع فتيله والوقوف بوجه , لأنه هو الوريث المتوقع للإرهاب , وهو المهدد الداخلي للأوطان , وذلك لما للفساد من تداعيات وانعكاسات سلبية تطال الحياة في المجتمع .
ولاشك أن الإسلام شن حرباً لا هوادة فيها على جرائم الفساد منذ اليوم الأول لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، بدءًا من فساد العقيدة فقد جاء ليحرر الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, وجاء ليقضى على الأخلاق الذميمة , والعصبيات الجاهلية, وينشر بدلاً منها, الأخلاق القويمة الحميدة, وتكون العصبية للدين وحده, جاء ليقضى على كل مظاهر الفساد الاقتصادية , والاجتماعية , ويؤصل بدلاً منها كل ما هو حسن وكل ما من شأنه أن ينهض بالأمة ويجعلها رائدة العالم كله.
وقد انتهج الإسلام في محاربة الفساد نهجاً قويماً, فالإسلام قد نظر إلى هذا الفساد بكل أنواعه, وأدرك أسبابه الخفية والظاهرة , وعمل على علاجها علاجاً جذرياً حقيقياً , وليس علاجاً صورياً كما , ثم عالج الفساد بعد حدوثه، وحاربه بسبل وطرائق لا يستهان بها، بل لقد أثبت التاريخ أن النهج الإسلامي هو أنجع السبل في محاربة الفساد, وهذا ليس بالشيء الغريب؛ فالإسلام منهج حياة كامل متكامل صالح لكل زمان ومكان.