" سياسة الاعتذار "
الاعتذار من شِيَم الكِرام ؛ لكن عندما يَتَّخِذ البعض من الاعتذار سياسة خاصة وأداة عمل لتحقيق مآرب وأهداف مرجوة فذلك يٌسمى " غدرًا وليس اعتذارًا "
يٌقال بأن " الاعتذار سيد الموقف " وهو بالفعل كذلك عندما يكون تعبيرًا صادقًا عن الندم والرجوع عن الخطأ وليس قبله أو بعده تبِعات ومآخذ للوصول لماهو أبعد فالغاية من ذلك الاعتذار تعني تصفية النفوس والتجاوز عن أخطاء الماضي وشوائبه التي كانت عالقةً حتى صفت أجواؤها بهبوب نسائم اعتذار صادق ينبع من قلبٍ نادم .
نسمع عن " قٌبلة اعتذار على جبين ميت " ونرددها كما يرددها الكثير من الناس بسببٍ وبدون سبب في وقتها المناسب أو غير أوانها والمهم في ذلك بأنني على الصعيد الشخصي أرى بأنها أنجع وأفضل من اعتذارٍ يتَّبِع صاحبه سياسة تحقيق الأهداف ثم يغدر بمن اعتذر له بعد أن أعطى الأمان باعتذاره ثم يكون كمن نكث عهده وخان الأمانة التي استودعها نفسه بنفسه وذلك هو من أشد الناس شرًا للناس ويختلف كثيرًا عن ذلك الذي اعتذر لميت فلربما لازمه الندم والحسرة طول حياته وهذا شعور صادق نابع من قلب فاته الخير ويسعى لتداركه وقد أظهر حٌسن النية ولَم يٌبطن سوء النية في اعتذاره .
الاعتذار بحدِ ذاته ليس بالأمر البسيط أو السهل فمن يجرؤ على تقديم الاعتذار عن الخطأ والعودة لجادةِ الصواب هو حتمًا شخص لديه من الوعي والإدراك الشيء الكثير ويمتلك الشجاعة الأخلاقية الكافية للإقدام على هذه الخطوة وبالتالي فمن المستحيل أن يمتلك هذه الشجاعة منتفع أو متربص غادر يرجو تحقيق هدف معين من اعتذارٍ مٌزيف .
وتبقى حياة كل إنسان محطات وتوقفات تتخللها مواقف وعِبَر وذكريات يستفيد منها البعض ويخسرها البعض الآخر وبين تحقق الفائدة وحسابات الخسارة تظهر حقائق وتنكشف خفايا لم تكن في الحٌسبان فإما اعتذار نادم أو زيف اعتذار .