لما نظرت اليوم في المرآة!!
لما نظرت اليوم في المرآة
و رأيت ما قد حلّ في قسماتي
الرأس مشتعل بشيبٍ و السِّنونُ
تخطّ تاريخاً على وجناتي
أدركت أن الموت يطلبني حثيثاً
و انتبهت لهاذم اللذاتِ
و تراكمت سحب الندامة و الأسى
فتساقطت من بينها عَبراتي
أبكي ذنوباً كالجبال و أشتكي
طول الطريق و قلة الحسناتِ
ماذا أجيب رسول ربي حينما
يأتي حمام الموت بالسَّكراتِ
أنا في ذنوبي غارق و لعلّ لي
في رحمة الغفّار طوْق نجاةِ
ما هذه الدنيا سوى حلم فهل
يستيقظ المخدوع قبل مماتِ
يغريك منها زُخرُفٌ لكنها
مثل السراب لراكبٍ بفلاةِ
كم هائم في حبها و متيمٌ
عَبْدٌ لها كمناة او كاللاتِ
إن كنت مثلي بالمعاصي مثقلاً
فلتمحها بالجود و الصدقاتِ
فهي التي تطفي الخطايا مثلما
بالماء تخبو النار في لحظاتِ
و لتركَعَنْ بالليل في أسحارهِ
إذ يَنْزل التواب بالرحماتِ
و ادعوه واستغفر لذنبك ضارعاً
و اسجد له بالذلّ و الإخباتِ
عاجلْ بتوبتك المنيّة و ابتدرْ
و اغنمْ من الأيام قبل فواتِ
إن نمتَ لا تدري إذا طلع الصباح
تَكُونُ حيّاً أم مع الأمواتِ