التعليم في أوروبا وأستراليا .. نماذج وأمثلة ..
سؤال يتبادر الى الذهن مع بداية عام دراسي لماذا لا يحب ابناءنا الطلبة المدرسة في السعودية ؟!
بينما هم نفس الطلبة يحبون المدرسة في الدول الاخرى!
مع بداية عام دراسي لماذا لا يحب ابناؤنا الطلبة المدرسة في السعودية ؟! بينما هم نفس الطلبة الذين يحبون المدرسة في الدول الأخرى!
هذا ما حصل مع ابنائي عندما كانوا يدرسون خارج الدولة، بالرغم من أن اليوم الدراسي هناك على فترتين صباحية ثم فترة استراحة مع الغداء. واُخرى بعد الظهر الى الساعة الرابعة .ومع ذلك كان لديهم شغف بالمدرسة بالرغم من وجود انشطة بعد الدوام الدراسي كلعب كرة التنس او الاستماع إلى الموسيقى او الاستمتاع بالدراما او ممارسة السباحة او الدخول في نادي للمساعدة في حل الواجبات الدراسية .
وكان من أنظمة التعليم الا يأخذ الطالب الواجبات إلى المنزل وإنما ينجز ها في المدرسة. وغالباً هناك واجب منزلي واحد في الأسبوع ويرسل عبر الإيميل الإلكتروني للمعلّمة ولا يكون هناك حقيبة او كتب تحمل للمنزل . حتى يعودوا الى المنزل للراحة وممارسة هواية او قراءة كتاب أم مشاهدة التلفاز.
من المذهل أن المدرسة تربط الطالب بمجتمعه والبيئة المحيطة به فهو يتعلم عن مجتمعه من خلال المدرسة وقد يقتصر دور غرفة الدرس على تعلم اللغة وقواعدها والنظريات الحسابية للرياضيات وهي لاتتعدى الساعات القليلة , ومن طرق التعلبم المفيدة هو ان المدرسة ترتبط مباشرة بالمجتمع عن طريق غرس خدمة المجتمع في التلاميذ وارتباطهم بالبيئة المحيطة بالمدرسة فهناك يوم للمشاركة في تنظيف المدينة وهو مشاركة الطلاب ومعلميهم في نظافة المرافق القربية من المدرسة. هذا النشاط يساعد على تخريج جيل يشعر بالمسؤلية تجاه البيئة وتعزيز لسلوك حضاري لبيئة نظيفة.
وكذلك يوم للعناية بالأشجار والحدائق ولايقتصر دور المدرسة هنا بل يتعدى إلى جعل هناك مهرجان لمدة اسبوع عن ثقافات الشعوب يقام في المدرسة يستعرض فيه عادات واكلات وثقافات الشعوب. يشارك فيه الطلاب وكذلك الجاليات المختلفة بعرض ملصقات ومنتجات واكلات وتقديم عروض فنية لهذه الشعوب ومن خلالها يتعرف الطلبة عن الجغرافيا والتاريخ لهذه الدول ويشارك الأهالي في هذا الأسبوع الثقافي. و بمشاركة مركز الاطفاء في الحي ومركز الشرطة وبعض من عيادات الأسنان والمراكز الصحية للتثقيف الصحي ويزيد ارتباط المجتمع بالمدرسة ويكون ريع هذه الأنشطة إلى الجمعيات الخيرية أو منظمات الطفولة أو اللاجئين.
أما في استراليا. فنظام التعليم هو أربعة فصول دراسية عوضا عن فصلين . كما في السعودية فهو تعليم يعتمد على الإبداع والابتكار بعيداً عن التعليم التقليدي الذي يعتمد على السرد والحفظ في تلقي المعلومة حيث هُنَا فان الطالب يدخل منافسة عبر شبكات الاتصال ( الكمبيوتر) مع طلاب في أنحاء العالم باسم المدرسة في ساعات محددة لمسابقة في الرياضيات وكذلك اللغة وهذا يشجع الطلبة على إتقان مهارات الرياضيات وقواعد اللغة ومن خلال اختبار نبلان للمناهج الاسترالية للصف الثالث والسابع والتاسع لقياس جودة مناهج التعليم ومعرفة التحصيل العلمي للطلبة في استراليا،بينما بقية العلوم تكتسب عن طريق الرحلات العلمية التي تنظمها المدرسة وخدمة المجتمع حيث يتطلب من الطلبة إنجاز ساعات في خدمة المجتمع , ولكن الميزة الفارقة في النظام التعليمي ليس الأنظمة واللوائح او المناهج وإنما هو عماد التعليم وهو المعلم الذي لم يتخذ التعليم مهنة وإنما هاو لهذا العمل وشغوفاً به ليس لتوصيل معلومات او شرح مسائل فقط وإنما لبناء إنسان (التلميذ) فهو يتمتع بشخصية قوية تتميز بالإبداع والابتكارات لو حتى كان الطالب متدني مستواه العلمي فيأخذ بيده ويعزز ثقته بذاته ،فالمعلم هنا يجعل تلاميذه انداداً له ويرتبط بهم بصداقة.
هنا يتبين لنا حب تلاميذ العالم للمدرسة بينما تلاميذ السعودية يشعرون بالملل من مدارسهم لانها تفتقد الارتباط بمجتمعهم وخدمته وتحويل العلم النظري إلى عمل يمارس داخل البيئة وعمل أنشطة رياضية وموسيقية ودراما وممارسة السباحة لجعل المدرسة بيئة جاذبة وليست بيئة طاردة. والرحلات العلمية لبناء القدرة على الاعتماد على النفس وكسب المهارات. ولابد من جعل المنزل للراحة والجلوس مع العائلة وممارسة هواياتهم عوضا عن الواجبات المدرسية. ولا ننسى الدور الكبير الذي يقع على المعلم الذي يجب عليه تغيير نمط المدرس التقليدي الذي يعامل الطلبة على انه ذو سلطة ويجب الخوف منه بدلاً من ذلك يجعل تلاميذه أصحابه أنداده يحاورهم ويجالسهم ويساهم في بناء شخصية تلاميذه. فهم مرايا تعكس احترامه وسلوكه السوي.
هذه الأنماط التي شاهدتها في مدارس العالم ولم أشاهدها في مدارسنا وعرفت لماذا أولادي يحبون المدرسة خارج وطني ولم تحظى بهذا الحب داخل وطني .
وأخيراً لا بد أن نجعل التعليم شيئا عمليا محسوسا في واقعنا
فالعلم الذي لا يحدث تغييرا في سلوك الطالب وبيئته.
فهو ليس علم إنما عبث ينسى مع الأيام..