تأثير أحداث ١١ سبتمبر على المهاجرين في الغرب
تعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة الأمريكية نقطة مفصلية في تاريخ عالمنا الحديث حيث اختلفت الأمور عالمياً تبعاً لتلك الأحداث اختلافاً جذرياً على الأصعدة السياسية والأمنية والاجتماعية.
فبعد أن أعلن الرئيس السابق جورج بوش الابن الحملة العسكرية والتي أسمتها الإدارة الأمريكية آنذاك حملة (الحرب على الإرهاب) للقضاء على الجماعات المتطرفة في منطقة "الشرق الأوسط العظيم"والعالم على صفيح ساخن من الأحداث الإرهابية المتتالية.
وكما يقتضي الحال في الحروب التي تشنها الدول فقد وافقت الحملة العسكرية حملة شعواء من الإعلام الأمريكي على ما تم وصفه بالإرهاب الإسلامي طمعاً في كسب تأييد أكبر عدد ممكن المؤيدين للحملة من الشعب الأمريكي الذي كان مازال في وقتها تحت تأثير صدمة تلك الأحداث. ولأن معتنقي الأديان السماوية بشكل عام يكونون من مختلف الألوان والأعراق البشرية، فقد تكونت مع مرور الوقت ردة فعل طاردة للتواصل مع المهاجرين حيث أصبح الشعب الأمريكي المعروف بترحيبه بتعدد الثقافات إلى مجتمع طارد للأجانب على الصعيدين الرسمي والشعبي كما تظهر كثير من الدراسات الاجتماعية والاستفتاءات. أصبح المهاجرون من غير العرق الأبيض محل شك وريبة في الأماكن العامة والمطارات للاشتباه بكونهم إرهابيون قد ينسفون المكان بمن فيه في أية لحظة لذلك فهم معرضون للتفتيش الشخصي العشوائي أكثر من غيرهم ومعرضون للإيقاف في الأماكن العامة والمسائلة من الشرطة ومعرضون لنظرات الازدراء وعبارات “عودوا إلى بلادكم" من العنصريين البيض.
أدى هذا الوضع الاجتماعي المضطرب إلى عودة بعض المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية مودعين ورائهم الحلم الأمريكي في حياة حضارية تتساوى فيها فرص النجاح حيث وأدت تلك الأحداث هذا الحلم فأمريكا قبل الأحداث لم تعد تلك الأولى. وبدأ المهاجرون الذين فضلوا البقاء في الانكماش في مجتمعات الأقليات الصغيرة التي يكثر فيها القاطنون من بني جلدتهم للشعور بالأمان والتقبل الاجتماعي. وللأسف فإن هذا الوضع الاجتماعي للمهاجرين في الولايات المتحدة قد انتقل بشكل جزئي إلى أوروبا خصوصاً بعد الأحداث الإرهابية في مدريد العام ٢٠٠٤ وتفجيرات ميترو لندن في العام ٢٠٠٥.
لا شك أن الدول التي تأثرت بالإرهاب لها كل الحق في الحفاظ على أمن مجتمعاتها إلا أن اتهام دين يتبعه ملايين البشر من متحدثين رسميين على أعلى المستويات وتسخير الآلة الإعلامية لتأكيد ذلك قد أضر بتلك الدول اجتماعياً قبل كل شيء حيث أظهرت الدراسات أن أشخاصاً لا يتبعون دين الإسلام من أعراق غير البيض قد تعرضوا لاعتداءات عنصرية ظناً من المعتدين أنهم من المسلمين وأن أمريكيين وبريطانيين من أصول آسيوية و إفريقية ولدوا وتربوا في تلك الدول طالتهم يد العنصرية لأنهم يبدوا ظاهرياً كالمسلمين. وعلى الرغم من القوانين الصارمة ضد الاعتداءات العنصرية والتي يخشاها كثير ممن تراودهم تلك الأفكار إلا أنها تظهر في نظراتهم وتعاملهم مع من يعتقدون أنهم ينتمون لدول الشرق الأوسط العظيم. خلاصة ما يمكن الحديث عنه في هذا الصدد أن الانفصال الاجتماعي الغربي بين طبقة المتنفذين والأغنياء والطبقة المتوسطة وطبقة العمال أضيف إليه انفصال جديد بين البيض والمهاجرين في إحباط لخطط قامت بها تلك الدول منذ سنين لتعزيز التعددية الثقافية بسبب التعامل الحكومي والإعلامي غير المثالي بتوجيه أصابع الاتهام لدين يتبعه أناس من شتى أنحاء العالم عوضاً عن اتهام أطراف محددة ذات أجندات سياسية بالدرجة الأولى تسببت في الهجمات الإرهابية.
*الشرق الأوسط العظيم هو مصطلح سياسي يعني المنطقة الجغرافية من المغرب غرباً وحتى أفغانستان شرقاً.
فبعد أن أعلن الرئيس السابق جورج بوش الابن الحملة العسكرية والتي أسمتها الإدارة الأمريكية آنذاك حملة (الحرب على الإرهاب) للقضاء على الجماعات المتطرفة في منطقة "الشرق الأوسط العظيم"والعالم على صفيح ساخن من الأحداث الإرهابية المتتالية.
وكما يقتضي الحال في الحروب التي تشنها الدول فقد وافقت الحملة العسكرية حملة شعواء من الإعلام الأمريكي على ما تم وصفه بالإرهاب الإسلامي طمعاً في كسب تأييد أكبر عدد ممكن المؤيدين للحملة من الشعب الأمريكي الذي كان مازال في وقتها تحت تأثير صدمة تلك الأحداث. ولأن معتنقي الأديان السماوية بشكل عام يكونون من مختلف الألوان والأعراق البشرية، فقد تكونت مع مرور الوقت ردة فعل طاردة للتواصل مع المهاجرين حيث أصبح الشعب الأمريكي المعروف بترحيبه بتعدد الثقافات إلى مجتمع طارد للأجانب على الصعيدين الرسمي والشعبي كما تظهر كثير من الدراسات الاجتماعية والاستفتاءات. أصبح المهاجرون من غير العرق الأبيض محل شك وريبة في الأماكن العامة والمطارات للاشتباه بكونهم إرهابيون قد ينسفون المكان بمن فيه في أية لحظة لذلك فهم معرضون للتفتيش الشخصي العشوائي أكثر من غيرهم ومعرضون للإيقاف في الأماكن العامة والمسائلة من الشرطة ومعرضون لنظرات الازدراء وعبارات “عودوا إلى بلادكم" من العنصريين البيض.
أدى هذا الوضع الاجتماعي المضطرب إلى عودة بعض المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية مودعين ورائهم الحلم الأمريكي في حياة حضارية تتساوى فيها فرص النجاح حيث وأدت تلك الأحداث هذا الحلم فأمريكا قبل الأحداث لم تعد تلك الأولى. وبدأ المهاجرون الذين فضلوا البقاء في الانكماش في مجتمعات الأقليات الصغيرة التي يكثر فيها القاطنون من بني جلدتهم للشعور بالأمان والتقبل الاجتماعي. وللأسف فإن هذا الوضع الاجتماعي للمهاجرين في الولايات المتحدة قد انتقل بشكل جزئي إلى أوروبا خصوصاً بعد الأحداث الإرهابية في مدريد العام ٢٠٠٤ وتفجيرات ميترو لندن في العام ٢٠٠٥.
لا شك أن الدول التي تأثرت بالإرهاب لها كل الحق في الحفاظ على أمن مجتمعاتها إلا أن اتهام دين يتبعه ملايين البشر من متحدثين رسميين على أعلى المستويات وتسخير الآلة الإعلامية لتأكيد ذلك قد أضر بتلك الدول اجتماعياً قبل كل شيء حيث أظهرت الدراسات أن أشخاصاً لا يتبعون دين الإسلام من أعراق غير البيض قد تعرضوا لاعتداءات عنصرية ظناً من المعتدين أنهم من المسلمين وأن أمريكيين وبريطانيين من أصول آسيوية و إفريقية ولدوا وتربوا في تلك الدول طالتهم يد العنصرية لأنهم يبدوا ظاهرياً كالمسلمين. وعلى الرغم من القوانين الصارمة ضد الاعتداءات العنصرية والتي يخشاها كثير ممن تراودهم تلك الأفكار إلا أنها تظهر في نظراتهم وتعاملهم مع من يعتقدون أنهم ينتمون لدول الشرق الأوسط العظيم. خلاصة ما يمكن الحديث عنه في هذا الصدد أن الانفصال الاجتماعي الغربي بين طبقة المتنفذين والأغنياء والطبقة المتوسطة وطبقة العمال أضيف إليه انفصال جديد بين البيض والمهاجرين في إحباط لخطط قامت بها تلك الدول منذ سنين لتعزيز التعددية الثقافية بسبب التعامل الحكومي والإعلامي غير المثالي بتوجيه أصابع الاتهام لدين يتبعه أناس من شتى أنحاء العالم عوضاً عن اتهام أطراف محددة ذات أجندات سياسية بالدرجة الأولى تسببت في الهجمات الإرهابية.
*الشرق الأوسط العظيم هو مصطلح سياسي يعني المنطقة الجغرافية من المغرب غرباً وحتى أفغانستان شرقاً.