كيف يسعى في جنون من عقل ؟
بين الفينة والأخرى تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي بخبر القبض على عصابة ترويج المسكرات والمخدرات في عموم أرجاء الوطن، ما يدعو للتساؤل :
من هؤلاء الذين يستهدفون بلادنا بهذه الآفات ؟! ومن يقف وراءهم ؟!
وكيف لهم أن يتمكنوا من الترويج لهذه المسكرات بكل يسر وسهولة ؟! ومن هي الفئة المستهدفة ؟!
وما دور المواطن ورجال الأمن في التصدي لهذه الآفات قبل أن تصل إلى الفئات المستهدفة ؟!
أسئلة عديدة تتبادر إلى أذهان كثيرين منا دون أن نرى لها إجابات محددة، فرجال المكافحة لهذه الآفة لديهم الخبر اليقين، وكل قضية لها حيثياتها وظروفها، فلربما تباينت الجهات التي تستهدف بلادنا، لكن الشيء الذي يجمعهم هو أن الغاية واحدة تهدف للقضاء على القيم والأخلاق والمبادئ لشباب الوطن الذين هم عماد المستقبل وإفساد العقول والأجسام بهذه الآفة ابتغاء الكسب المادي غير المشروع.
التوعية بخطورة هذه الآفات ليست وليدة اللحظة، فكم توشحت صدور اللاعبين لعقود من الزمن بعبارة " لا للمخدرات "؟! إضافة إلى التوجيهات والنصائح على منابر المساجد في الصلوات، ونشرات توعوية وتثقيفية تمت طباعتها وتوزيعها على طلاب المدارس والجامعات، وتحذيرات صحية من مخاطر هذه الآفة على الصحة تناولتها وسائل الإعلام والاتصالات، وتطبيق للحدود الشرعية كانت مصير الذين يسعون في الأرض فساداً لنشر وترويج هذه السموم بين أبناء الوطن أفراداً وجماعات.
العنوان الأبرز الذي يجمع بين المروج لهذه الآفة والمستهلك لها في المقام الأول "ضعف الوازع الديني" فقد قامت كل الجهات بما عليها في التعريف بخطرها، والتصدي لها، وتعقب مصدرها، ومعاقبة مروجيها، ويبقى جهات أخرى ينبغي لها أن تمارس دورها البناء في الحث على القيم والأخلاق والتحذير من مخاطر الانزلاق إلى ذلك العالم المظلم المجهول الذي نهايته وخيمة إما الموت أو غياهب السجون والمعتقلات.
يقع على عاتق وزارة التعليم طرح موضوعات لهذه القضية في المقررات الدراسية تبين خطرها على الفرد والمجتمع وكيفية الحذر منها؛ وعلى اعتبار أن الفئات المستهدفة هم من صغار السن سيما في المرحلتين المتوسطة والثانوية، فإن الأجدر برجال المكافحة عقد دورات ومحاضرات في المدارس الثانوية والمتوسطة لتقديم النصح والتوعية بخطورة هذه الآفة، وتوظيف وسائل التقنية الحديثة بالتعاون مع الطلاب في هذه المرحلة العمرية للتصدي لهذه الظاهرة والابلاغ عن مروجيها.
وعلى اعتبار أن معظم مروجي هذه السموم من الوافدين، فإن التنسيق بين رجال المكافحة والجوازات في ضبط الوافدين غير النظاميين وترحيلهم بشكل دوري ومنتظم يمكن أن يشكل أحد الحلول العملية للحد من هذه الآفة.
أما إيقاع العقوبات فينبغي أن تشمل ليس فقط مروجيها بل حتى متعاطيها، فلو أن المروج لها لم يجد سوقاً رائجة لبضاعته لما استمرأ السير على هذا المنوال حيث بضاعته إلى خسران، لكنه عندما وجد سوقاً رائجة ومكاسب مادية مغرية انساق لترويج هذه السموم دون أدنى اعتبار لما تسببه على الفرد والمجتمع من الفساد الكبير، وضياع المال، وتدمير الصحة، علاوة على الإثم والعدوان الذي يمارسه في محاربة المجتمع بأسره.
ختاماً : ليس من عاقل منحه الله العقل أن يعير عقله غيره ليعبث به كما يشاء، فكما أن أحدنا لا يسره أن يسرق ماله، أو يراق دمه، أو تدمر صحته، فكذلك العقل الذي هو مناط التكليف، وما أحسن ما دونه ابن الوردي في لاميته إذ قال :
وَاهجُـرِ الخْمَـرةَ إنْ كُنتَ فـتىً * * * كَيفَ يَسعى فـي جُنـونٍ مَنْ عَقَـلْ
واتَّـقِ اللهَ فَتقـوْى اللهِ مَـا * * * جاورتْ قَلبَ امـريءٍ إلا وَصَـلْ
من هؤلاء الذين يستهدفون بلادنا بهذه الآفات ؟! ومن يقف وراءهم ؟!
وكيف لهم أن يتمكنوا من الترويج لهذه المسكرات بكل يسر وسهولة ؟! ومن هي الفئة المستهدفة ؟!
وما دور المواطن ورجال الأمن في التصدي لهذه الآفات قبل أن تصل إلى الفئات المستهدفة ؟!
أسئلة عديدة تتبادر إلى أذهان كثيرين منا دون أن نرى لها إجابات محددة، فرجال المكافحة لهذه الآفة لديهم الخبر اليقين، وكل قضية لها حيثياتها وظروفها، فلربما تباينت الجهات التي تستهدف بلادنا، لكن الشيء الذي يجمعهم هو أن الغاية واحدة تهدف للقضاء على القيم والأخلاق والمبادئ لشباب الوطن الذين هم عماد المستقبل وإفساد العقول والأجسام بهذه الآفة ابتغاء الكسب المادي غير المشروع.
التوعية بخطورة هذه الآفات ليست وليدة اللحظة، فكم توشحت صدور اللاعبين لعقود من الزمن بعبارة " لا للمخدرات "؟! إضافة إلى التوجيهات والنصائح على منابر المساجد في الصلوات، ونشرات توعوية وتثقيفية تمت طباعتها وتوزيعها على طلاب المدارس والجامعات، وتحذيرات صحية من مخاطر هذه الآفة على الصحة تناولتها وسائل الإعلام والاتصالات، وتطبيق للحدود الشرعية كانت مصير الذين يسعون في الأرض فساداً لنشر وترويج هذه السموم بين أبناء الوطن أفراداً وجماعات.
العنوان الأبرز الذي يجمع بين المروج لهذه الآفة والمستهلك لها في المقام الأول "ضعف الوازع الديني" فقد قامت كل الجهات بما عليها في التعريف بخطرها، والتصدي لها، وتعقب مصدرها، ومعاقبة مروجيها، ويبقى جهات أخرى ينبغي لها أن تمارس دورها البناء في الحث على القيم والأخلاق والتحذير من مخاطر الانزلاق إلى ذلك العالم المظلم المجهول الذي نهايته وخيمة إما الموت أو غياهب السجون والمعتقلات.
يقع على عاتق وزارة التعليم طرح موضوعات لهذه القضية في المقررات الدراسية تبين خطرها على الفرد والمجتمع وكيفية الحذر منها؛ وعلى اعتبار أن الفئات المستهدفة هم من صغار السن سيما في المرحلتين المتوسطة والثانوية، فإن الأجدر برجال المكافحة عقد دورات ومحاضرات في المدارس الثانوية والمتوسطة لتقديم النصح والتوعية بخطورة هذه الآفة، وتوظيف وسائل التقنية الحديثة بالتعاون مع الطلاب في هذه المرحلة العمرية للتصدي لهذه الظاهرة والابلاغ عن مروجيها.
وعلى اعتبار أن معظم مروجي هذه السموم من الوافدين، فإن التنسيق بين رجال المكافحة والجوازات في ضبط الوافدين غير النظاميين وترحيلهم بشكل دوري ومنتظم يمكن أن يشكل أحد الحلول العملية للحد من هذه الآفة.
أما إيقاع العقوبات فينبغي أن تشمل ليس فقط مروجيها بل حتى متعاطيها، فلو أن المروج لها لم يجد سوقاً رائجة لبضاعته لما استمرأ السير على هذا المنوال حيث بضاعته إلى خسران، لكنه عندما وجد سوقاً رائجة ومكاسب مادية مغرية انساق لترويج هذه السموم دون أدنى اعتبار لما تسببه على الفرد والمجتمع من الفساد الكبير، وضياع المال، وتدمير الصحة، علاوة على الإثم والعدوان الذي يمارسه في محاربة المجتمع بأسره.
ختاماً : ليس من عاقل منحه الله العقل أن يعير عقله غيره ليعبث به كما يشاء، فكما أن أحدنا لا يسره أن يسرق ماله، أو يراق دمه، أو تدمر صحته، فكذلك العقل الذي هو مناط التكليف، وما أحسن ما دونه ابن الوردي في لاميته إذ قال :
وَاهجُـرِ الخْمَـرةَ إنْ كُنتَ فـتىً * * * كَيفَ يَسعى فـي جُنـونٍ مَنْ عَقَـلْ
واتَّـقِ اللهَ فَتقـوْى اللهِ مَـا * * * جاورتْ قَلبَ امـريءٍ إلا وَصَـلْ