المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024
أحمد النعيمي
أحمد النعيمي

أفتوني في رؤياي !!!!


ذات مساء نمت مبكرا محاولا تغيير نمط نوم الإجازة الطويلة لعلي أضبط ساعتي البيلوجية على نظام العام الدراسي الجديد كان نومي مريحا مما جعلني أحل كل مشاكل العالم في أضغاث أحلام ليلة واحدة وفي ختام
تلك الأحلام الخيالية شعرت بأن هناك من يوقظني ويقول
نحن حفظة كتاب الله
في مدرسة ( ما )
في مكتب ( ما )
في إدارة ( ما)
نقريء من يهمه أمرنا السلام ونرسل له خالص تحياتنا ونذكره بذكرى فإن الذكرى قدتصل للمسؤولين عنا..
فهناك مبنى يموت واقفا منذ سنوات يقولون تسعة وهذا العام عاشرها
ويقولون ثمانية وهذا العام تاسعها ويقولون سبعة وهذا العام ثامنها..
ونحن نقول أنتم أعلم بعدتها ...
هذا المبنى المسكين...
ذاب حديد عظامه
و تفتت إسمنت جلده..
وهو صامدا وصامتا متحملا حرارة صيف تهامة الحامس و صابرا على برد شتائها القارس...
يقف مصارعا للموت ونخاف أن يسقط بعد أن تأكل دودة الأرض منسأته عاري الجسد لم يجد من يواري سوأته منذ ذلك الزمن
نشاهده كل صباح وهو يعاني ويعاني من وقوفه تحت هجير شمس
لا ترحم أذابت أعضاءه الحديدية فتأخذنا به الشفقة والرحمة
مما نرى من معاناته التي أنستنا معاناتنا كطلاب المتمثلة في عدم قدرتنا على ممارسة يومنا الدراسي كبقية طلاب المحافظة
فلا ملاعب ولا صالات ولا مختبرات ولا فصول تستوعبنا ومعلمينا نمارس فيها أنشطتنا الرياضية والعلمية سوى ملعب من بلاط أبيض تستوطنه أعمدة حديدية ويغطيه سماء من هناقر تمطر علينا قطرات حرارة كافية لغلي أكواب حليبنا الصباحي...أستبشرنا خيرا و نحن نشاهد المعدات تحفر ملعبنا الترابي ورأس مال ترفيهنا وفرحتنا لتحوله إلى مبنى إضافي أخبرونا وقتها إنه سيكون مبنى به كل مالذ وطاب من الترفيه يجعلنا نمارس يومنا الدراسي بشعور يحسدنا عليه جيراننا مرت السنون ونحن نرى مبنى
أحلامنا أمامنا يكبر ونحن نردد
( كل يوم نقول اليوم تتحقق الأحلام )
وقف هذا المبنى على أرجل أعمدته بجمجمة من خرسانة مسلحة لكنه مفتوح القلب ومكشوف الصدر
فأ صابه حمى الصدأ حتى شحب وجه واصفرت عيناه من الحزن
وهو كظيم مرت سنة تلو سنة ونحن في محطة انتظار لتغذية هذا المخلوق ليسترد عافيته فنكرمه بزيارة ونرتمي في حضنه ونقول له ( الحمد لله على السلامة )
لكن كل ذلك لم يحدث
.فمنا من رحل من المدرسة وتخرج من الجامعة وعاد ليزور معلميه ليجد المبنى مازال محكوم عليه بالثبات عظما واقفا ...ومنا من كان طفلا يلعب بالتراب في ظل هيكله العظمي. وأصبح اليوم على باب الثانوية
ومبنى أحلامه مازال يصرخ .
إني مسني الضر .... إننا كطلاب وحفظة لكتاب الله
لم نعد نفكر في معاناتنا بل نفكر في وضع المبنى
النفسي الذي يعانيه من جراء وقوفه عاريا كل هذا الزمن فأما أفيضوا عليه
من ثياب عطفكم وسرابيل عنايتكم
وإلا أرسلوا عليه طيرا أبابيل من معداتكم الثقيلة وأطرحوه أرضا يخل لنا وجه مدرستنا و أدفنوه في مقبرة سورها خيبة الأمل ونعدكم بأن ندفن أحلامنا بجانبه وسنعفيكم من تقديم واجب العزاء فيه وفي أحلامنا....
فأفتوني في رؤياي إن كنتم للأحلام تعبرون
أم أنكم بتأويل الأحلام غير عالمين !!!
بواسطة : أحمد النعيمي
 0  0  21.8K