ليكن الرب في عوننا
كانت أولى مصافحاتي لأعمال الكاتبة الأمريكية توني موريسون عبر روايتها " ليكن الرب في عون الطفلة " الصادرة عن دار أثر للنشر
بدأت الرواية بمشهد صادم يأسر القارئ ولايفلته حتى ينهي هذا العمل المتسم بالجدلية والعمق الإنساني في جلسة قراءة واحدة ، مشهد أقل ما يقال عنه أنه عنصري ويتسم بالتمييز الذي لا تستطيع توقعه من أحد الأطراف المرتبطة بذلك المشهد ، افتتاحية أرادت بها الكاتبة أن تضعنا في قلب الحدث دون لف أو دوران ونجحت في ذلك . ظلت محتفظة بهذا الإيقاع الصادم وهي تقدم لنا الصدمة تلو الأخرى كلما تقدمنا في الرواية ،ما بين العنصرية والتمييز الذي أظهر أنيابه بشكل فظيع ومقزز في المشهد الافتتاحي وحتى النهاية اعتمدت الكاتبة لغة سردية سهلة وحبكة لم تفلت منها أظهرتها لنا الترجمة المذهلة لبثينة الابراهيم بكل سلاسة ، تأخذنا الكاتبة نحو أنفاق العنصرية المتصلة بدهاليز التحرش والتنمر المختلفة خصوصاً في الطبقات الاجتماعية المسحوقة التي تعاني التمييز والتفرقة
على لسان كل شخصية انكشفت لنا هواجس الضحية والجلاد الذي تعلم تارة من يكون وتارة لا تعلم ، انطباعاتهم المختلفة ، تفسيرهم ومواقفهم لما حدث من انتهاكات تم ممارستها عليهم أو صدرت منهم ، هذه الهواجس والدوامة التي تعاني منها كل شخصية أظهرت لنا فحوى هذه الرواية ، جعلتنا نقف مطولاً عند كل حدث و نتساءل ، كيف تكون العنصرية ؟ أهي العنصرية التي نعرفها ونرى الآخر يمارسها على الأقل منه أو الأضعف منه ؟ تلك التي نندد بها ونرفع أصواتنا مستنكرين هذا الفعل المقزز ؟ أم أن لها أشكالاً لن تتكشف لنا نحن الذين نقف على الطرف الآخر ، الطرف الذي نظن فيه أن الحق معنا ، وأننا لا نرى ممارساتنا التي نظنها منطقاً مفروغاً منه ليست إلا عنصرية يراها الآخر بوضوح ، تطرح الرواية هذه الجدلية في التفكير وكيف أن هذا التحرش والعنصرية والتفرقة لاتتخذ الشكل الفعلي أو الممارسة الفعلية بل تتخذ الشكل اللفظي والبصري ، إن في أصغر ممارساتنا التي لا نظن أنها مؤذية قد نجد كل هذه التوليفة المخيفة ، هذه الرواية تجعلك ترى الشرور القابعة في صندوق نائم في دواخلك ، تفتق ذهنك وقلبك على تساؤل مهم ... من أين تبدأ العنصرية والتحرش وكيف تنتهي ؟ أيهما أسوأ وأيهما يقود للآخر ؟
رواية ليكن الرب في عون الطفلة تعبير عن الواقع المُعاش سواء في تسعينات القرن الماضي أو الألفية الحالية ، رواية تجعلك تهمس في نهايتها ( ليكن الرب في عوننا ) !
*
بدأت الرواية بمشهد صادم يأسر القارئ ولايفلته حتى ينهي هذا العمل المتسم بالجدلية والعمق الإنساني في جلسة قراءة واحدة ، مشهد أقل ما يقال عنه أنه عنصري ويتسم بالتمييز الذي لا تستطيع توقعه من أحد الأطراف المرتبطة بذلك المشهد ، افتتاحية أرادت بها الكاتبة أن تضعنا في قلب الحدث دون لف أو دوران ونجحت في ذلك . ظلت محتفظة بهذا الإيقاع الصادم وهي تقدم لنا الصدمة تلو الأخرى كلما تقدمنا في الرواية ،ما بين العنصرية والتمييز الذي أظهر أنيابه بشكل فظيع ومقزز في المشهد الافتتاحي وحتى النهاية اعتمدت الكاتبة لغة سردية سهلة وحبكة لم تفلت منها أظهرتها لنا الترجمة المذهلة لبثينة الابراهيم بكل سلاسة ، تأخذنا الكاتبة نحو أنفاق العنصرية المتصلة بدهاليز التحرش والتنمر المختلفة خصوصاً في الطبقات الاجتماعية المسحوقة التي تعاني التمييز والتفرقة
على لسان كل شخصية انكشفت لنا هواجس الضحية والجلاد الذي تعلم تارة من يكون وتارة لا تعلم ، انطباعاتهم المختلفة ، تفسيرهم ومواقفهم لما حدث من انتهاكات تم ممارستها عليهم أو صدرت منهم ، هذه الهواجس والدوامة التي تعاني منها كل شخصية أظهرت لنا فحوى هذه الرواية ، جعلتنا نقف مطولاً عند كل حدث و نتساءل ، كيف تكون العنصرية ؟ أهي العنصرية التي نعرفها ونرى الآخر يمارسها على الأقل منه أو الأضعف منه ؟ تلك التي نندد بها ونرفع أصواتنا مستنكرين هذا الفعل المقزز ؟ أم أن لها أشكالاً لن تتكشف لنا نحن الذين نقف على الطرف الآخر ، الطرف الذي نظن فيه أن الحق معنا ، وأننا لا نرى ممارساتنا التي نظنها منطقاً مفروغاً منه ليست إلا عنصرية يراها الآخر بوضوح ، تطرح الرواية هذه الجدلية في التفكير وكيف أن هذا التحرش والعنصرية والتفرقة لاتتخذ الشكل الفعلي أو الممارسة الفعلية بل تتخذ الشكل اللفظي والبصري ، إن في أصغر ممارساتنا التي لا نظن أنها مؤذية قد نجد كل هذه التوليفة المخيفة ، هذه الرواية تجعلك ترى الشرور القابعة في صندوق نائم في دواخلك ، تفتق ذهنك وقلبك على تساؤل مهم ... من أين تبدأ العنصرية والتحرش وكيف تنتهي ؟ أيهما أسوأ وأيهما يقود للآخر ؟
رواية ليكن الرب في عون الطفلة تعبير عن الواقع المُعاش سواء في تسعينات القرن الماضي أو الألفية الحالية ، رواية تجعلك تهمس في نهايتها ( ليكن الرب في عوننا ) !
*