قلب الأم
في ضجيج البلاد و تحت صوت المطر*
هناك رجلاً سعيداً يمشي و يدندن ألحاني
قاصداًمطعماً هادئا على شاطىء بحر*
دخل فإذا بإمرأةً جالسةٍ جَلست الحَيراني
أكمل طريقه فالجوع بمعدته قد عصر*
طلب و أكل و شبع ثم حمد ربه الرحماني
همّ بالخروج و لكن استوقفه ضميره و القدر
رأى المرأة العجوز لم تغادر ذلك المكاني
رغم ساعات مرت كانت تنتظر بكل صبر
قال لها:أمي لماذا تجلسين وحدك دون خلاني
قالت له:أنتظر من هو لي ذخر و فخر*
فقد شعرنا بالجوع فصمم على إتياني
بملابس ثقيلةٍ تحميني من بردٍ وآلآم صدر
ذهب مع زوجته للطلب و بالإنتظار وصاني
فقال في نفسه إنني اشتم رائحة غدر
ثم قال لها أرى بيدكِ و رقةً بها عِنواني
أجابته بسعادةٍ،رقم ولدي خوفاً علي من خطر
فتحها مسرعاً فتقلبت في وجهه الألواني
لا تبحث عني و أوصلها لدار العجزة ان رغبت الأجر
قال لها بدمعٍ يسيل و دمٍ يفورُ كالبركاني
تعالي معي يا أمي لأكون لكِ ابن و ظهر
قالت:ماذا تقول؟ لن أتحرك من هنا فولدي لا يريد خسراني
من أين لكَ أن تعرف قلب ابني الذي يملأه الطهر
لا تسيئ اليه لكي لا أجعلك تذهب و أنت مهاني
كيف لها على الرغم من عصيانِه تلتمس له ألف عذر
آه يا قلب الأم كيف لكَ أن تكونَ مليئٌ بالحناني
و تصدق كَذِباتِ مَنْ لتربيتَك و تَعبكَ قد نكر
كيف له أن يترُك مَن تجري مِنْ تحتِ أقدامها جناتي