قصيدة: إلتحام شعبين ..شعر: محمد الريشاني
محمد الريشاني
دِينُ الحنِيفةِ رُوحٌ وَالفَصِيحُ لَهُ
جِسْمٌ وَلا عَيشَ فِي رُوحٍ بِلا جِسمِ
.
وَنجدُ وَاليمنُ المَيمُونُ قَد بَرَزا
رَأسَاً لَهُ عَالياً فِي المَجدِ كالنّجمِ
.
هُمَا يَدَاهُ عَلَى مَن بَاتَ يَخذُلُهُ
هُمَا لَهُ كُلّ ُتِرْيَاقٍ مِنَ السُّمِّ
.
لَولاهُمَا لَم يَكُنْ لِلمُصطَفى أحَدٌ
مِنَ الأنَامِ يُحِبُّ الدِّينَ أو يَحمِي
.
شَعبَانِ جَارَانِ يَحكِي الْوُدُّ بَينَهُمَا
وُدَّ الغَرِيبَينِ فِي دُنيَا مِنَ الغَمِّ
.
لَو لَم يَعِيشَاً مَعَاً مَا لَذَّ عِندَهُمَا
عَيشٌ وَلمْ يَعرِفا فِيهَا سِوَى الهَمِّ
.
فَلتَشهَدِ الأرضُ وَالزَّرقَاءُ أنَّ لَنَا
حَالَاً لَدَى كُلِّ غُرمٍ حَلَّ أو غُنْمِ
.
مَا نَالَ بَعضَاً يَنَالُ البَعضَ مِنهُ كَمَا
لا تَسكُنُ العيَنُ وَالأُخرَى جَوىً تَهمِي
.
إنَّا لَنَشهَدُ عَنهُم إنَّهم لَأخٌ
وَإنَّه مِن أبٍ حَانٍ وَمِن أُمِّ
.
لا نَستَعِيضُ بِهِم مِن دُونِهِم أحَدَاً
لَو كَانَ فِي ذَاكَ مَوتُ الأمنِ وَالسِّلْمِ
.
لَم نَلقَ فِي غَيرِهِمْ وُدَّاً كَوُدِّهِمُ
وَلَنْ نَرَاهُ لَدَى العُرْبَانِ وَالعُجْمِ
.
وَدَّ الحَسُودُ الّذِي قَد ذَابَ مِن كَمَدٍ
فُؤادُهُ لَو رَمَانَا الشَّرُّ مَا يَرمِي
.
فَقُلْ لَهُ مُتْ وَخِبْ مَسعَىً وَطِرْ شَرَرَاً
وَهِمْتَ يَا سَاعِيَاً فِي مَقصَدٍ وَهْمِ
.
شَعبَانِ صَارَا كَشَعبٍ وَاحِدٍ مِقَةً
وَقَائِدَانِ بَدَوْا فِي وَحدَةِ الحُكْمِ
.
دُومَا وَقُومَا وَعِيشَا دَائِمَاً أَبَدَاً
بِالسَّعدِ بِالمَجدِ فِي إِقْدَامَةِ الشُّمِّ