وحيدة أنا !!
*
حزمت حقائبها وودعتني ـ وهي في صالة المطار ـ ونبرات الحزن
غلبت على صوتها رغم أنها من أعدت للسفر عدته ؛ لقضاء إجازة الصيف خارج الوطن .. نعم ودعتني .. وقبل إقلاع الطائرة كانت ترسل لي صورا وهي لا تعلم كم كانت تعذبني تلك الصور !
نعم ودعتني وبكت .. وبكيتُ أنا بعد أن أغلقت هاتفها .. وعشت وحيدا مع الصمت وطعنات الوقت ووحشة الدرب .. وكم تمنيت أن ألحق بها ولكن هيهات .. هيهات .!
وحيد أنا هذه المرة .. عدت إلى غيبوبة الانتظار .. وما أصعب الانتظار حين يتحالف مع القلق فيمزقان النفس بمعول الأنين .. بل ما أصعب تلك الدقائق والثواني التي ستمر بي في رتابة مملة .. فإن أجمل نفحات الحب وأصدقها وأعنفها هي التي تتماهى في لهيب الانتظار
يالله .. وحيد أنا ..! إلا من بقايا عطر .. وصدى صوت .. وضحكة تتردد بين نظرة ودمعة .. وكلمات سطرتها على صفحات القلب .. وعبارات كانت تداعبني بها .. وبحة صوت لم تنس ولن تنسى
وما بين سياط الأنين وسحائب الحنين كنت أنشد للغياب بالأمل .. وللخيال باليقين .. بأن من غابوا إلا من القلب راجعون .. لا محالة راجعون .. سأنتظر .. وسأنتظر .. بفارغ الصبر وعارم الشوق .. سأنتظر اليوم الذي تأتين فيه !
سأظل مترقباً ومنتظراً وكلي شوق ولهفة .. وسأنتظركِ كملهوف يسافر في عيونك الساحرة .. وسأحلم أن تأتي زائرة في الحلم وما أكثر ما أتيتني هكذا !! وما أكثر ما تمنيت أن أراك حقيقة لأرتوي من ينابيع حبك
وحنانك!