إباءُ عُمدٍ
شاعر الفصحى
جارالله بن سليم المالكي -*مكة المكرمة
أبيتَ يا عمدُ للإرهابِ تنهزمُ
وفوقَ قمتِكَ الأوهامُ تنحطمُ
وفي بطاحِكَ للأعداءِ مقبرةٌ
ومن هضابِكَ للمظلومِ مُنْتَقَمُ
فلا لفكرٍ دخيلٍ في الهدى نسبٌ
ولا لِغِرٍّ لئيمٍ* فيه مقتسمُ
ولو حملنا بفعلٍ منكرٍ وزِراً
كأنَّ أضلاعنا بالرمحِ تنكلمُ
دارٌ عصيٌّ وفيه الأمنُ* منتصرٌ
نرى خطاهُ على الآكامِ تزدحمُ
كأسُ المنايا على أعناقهم ضربت
مثلُ الصواعق بالضربات تنتظم
جهالةٌ وعمى زاغَ الفؤادُ بها
مكرٌ بناهُ ضَلالُ الكفرِ ينهدمُ
نحن هداةٌ عن الإسلام لم نحِدِ
مع الولاةِ بحبلِ الله نعتصمُ
ومارقٌ هدَّدَ الأوطانَ ما نفعت
أفعاله كسرابٍ حينَ ينعدمُ
هذا عقوقٌ رمى الأهلينَ والوطنا
فعلٌ قبيحٌ به الأخلاقُ تنخرمُ
سفاهةٌ في شباكِ الذُّلِ تشنقه
وزمرةُ الإفكِ للشيطانِ هم خدمُ
باعوا هداهم بخسرانٍ بلا ثمنٍ
ونبتةُ البغي والعدوانِ تنجرمُ
إن كان منَّا غويٌّ صادهُ رخمٌ
فكاملُ الأهلِ لا جاروا ولا ظلموا
قد أنكروا وعلى فرقاهُ ما وجدوا
أمرٌ مريبٌ ومنه الحالُ ينصرمُ
مثلُ الفَراشِ سعيرُ النارِ يهلكهُ
يطيح فيها فلا ساقٌ ولا قدمُ
هذا بلاءٌ لنا في صبره عبرٌ
لا تحزني يا دياراً جاءها لممُ
لا غرو يا سندَ الحُكَّامِ والوطنِ
منكِ الشهيدُ ومنك الجندُ كم خدموا
فلا ملامٌ لنا في عذرِ حادثةٍ
ما دام أنَّا بشرعِ الله نلتزمُ
وفي الرقابِ عهودٌ بالوفاءِ على
حكمٍ رشيدٍ وللميثاق نحترمُ
نحنُ عيونٌ لحفظِ العهدِ ساهرةٌ
نحنُ شيوخٌ وشبانٌ لنا هممُ
مع ملوكٍ علينا حبُّها يجبُ
وعهدُ سلمانَ توفينا بهِ الذممُ
*
21-05-2016 10:13 مساءً
0
0
8.4K