أنا مالكٌ
شعر:جار الله بن سليم المالكي
أنا أضمٌ أنا سراةُ بجيلةٍ أنا مالكٌ ابني جريرٌ أبي سعدُ
بجيلةُ تاريخٌ واعاهُ الأوائلُ على حبِّها قامَ التواصلُ والعهدُ
بدائِعُها في سرورٌ لناظرٍ وفيها شفاءٌ والنفوسُ لها مهدُ
بها اللوزُ في عُمْرِ القِطافِ كواعبٌ بها الزهرُ فوَّاحُ العبيرِ بها الشَّهدُ
بها القمحُ دُرٌّ في رقابِ السنابلِ بها الدُّخْنُ يغفو في ملاءَتِهِ الحَصْدُ
بها البئرُ في أشطانِها الدلو والغربُ وذي خنجرٌ في وسطِ جدِّي بها حدُّ
بجيلةُ فرسانٌ تصونُ لواءَها بتلكَ الرماحِ السُّمْرِ سددها الجِدُّ
هم السيفُ سطَّامٌ على الجورِ فيصلٌ همُ بندقٌ فيها الفتيلُ هم الزَّندُ
هم البحرُ والأمواجُ والمدُّ منهمُ بصائرُهم في حكمِها الحلُّ والعَقْدُ
كأنَّا بروقٌ بالضياءِ على الدجى إذا لمعَ البراقُ لم يُخْفِهِ الغِمْدُ
مكارِمُنَا في الناسِ ما زالَ ذكرُها ستبقى مدى الأيامِ لم يمْحُها فردُ
لنا السابحاتُ الغُرُّ خيرُ مطيَّةٍ ونحنُ كرامُ الرَّاحِ أموالُنا رِفْدُ
إلى مهدِ أنمارٍ تغوصُ جذورُنا ومن مالكٍ أسماؤنا وهو الجَدُّ
إذا ما نواهُ الجيشُ شتت شمْلَهُ أسيراً ومقتولاً وهاربَه يعدو
أزحنَا وحلَّينا والأعوامُ تشهدُ وأرضٌ نزلناها فنحنُ لها أسدُ
ويومَ جلا الظلماءَ إشراقُ بدرِهِ إلى مَهْجَرِ الإسلامِ سارَ لنا وفْدُ
جريرٌ لهُ وجهُ الرسولِ تبسِّما وشيَّعَهُ مع وفدهِ الجاهُ والوِدُّ
تكلَّفَ صعباً والرسولُ يباركُ وهدَّمَ كفراً والنفوسُ بها وجدُ
وخلَّصَ أعناقاً للأوهامِ تسجدُ وإذ حُطِّمَت أوهامُها انقضى وَدُّ
فليست بها دوسٌ تطوفُ وخثعمٌ أو إخوتُهم أو يوم تحطيمِها الأزدُ
بلغنا بدينِ الله شرقاً ومغرباً بجيشٍ له في كل موقعةٍ مجدُ
وعزمِ ولاةٍ من بجيلةَ جاهدوا بكلِّ حُسَامٍ قوتُهُ الدَّمُ والكبدُ
إذا هابتِ الأيامُ ما هابَ عزمُنا على نهجِنا ما يخلفُ الشيخُ والمردُ
تركنا صفوفَ المشركينَ بلاقعاً ألفوفاً تهاوت في الردى ما لها عدُّ
لنا رأيةٌ في عهدِ كلٍّ خليفةٍ وراياتُ دينِ الله نحنُ لها جندُ
إلى دولةٍ عبد العزيزِ إمامُها لهُ باركتْ أمُّ القرى وانتشى نجدُ
أعادَ إلى دارِ ابنِ مرخانَ عِزَّها وعمَّ على أتباعِها الأمنُ والرَّغْدُ
إذا زارها والأرضُ مختالةٌ بهِ تعافتْ ويكسوها سنا العلمِ والبُرْدُ
تزَيَّنَ وجهُ الأرضِ واخضرَّ ثوبُها وفارقَ إمحالٌ يحلُّ به الفقْدُ
وأرخى على البيتينِ أثوابَ أمنِهِ وغادرَ عن محرابِها الخوفُ والصَّدُ
علينا عهودٌ للملوكِ وطاعةٌ ملوكاً علينا سمعُها ولها رشْدُ
ملوكٌ على الإسلامِ حكمُ بلادِها تخوضُ المنايا والسلامُ لها قصدُ
ومملكتي يا مهبطَ الوحي والهدى على أرضِكِ الإيمانُ والعدلُ والزهدُ
ومولِدُ مبعوثٍ يضيءُ قداسةً ومن حِجْرِ إسماعيلَ يتكررُ الحمدُ
وفي دينِنَا إحياءُ كلِّ حضارةٍ وشانِئهُ مَنْ عاشَ في قلبِهِ حِقْدُ
ومَنْ رامَ عدواناً قبرنا طموحَهُ ونسقيهِ سماً قبلَ يدفنُهُ اللحدُ
مَلَكْنَا عِنانَ العلمِ والجودَ والعلا على كلِّ ثغرٍ في البلادِ لنا حَشْدُ
نقشنا على صدرِ الزمانِ مآثراً بها الدينُ والتاريخُ والشعرُ والنقدُ
تحيِّي زعيماً حَزْمُهُ فاقَ ملكَهُ فلا قبلُهُ حزمٌ يفوقُ ولا بَعْدُ
أبو فهدٍ انقادت لهُ الفرسُ ركعاً ومَنْ حاربَ الإسلامَ كان له عَبْدُ
جار الله بن سليم المالكي الخميس ٢١/٧/١٤٣٧ تواصل بني مالك - الطائف