قصيدة دمشق للشاعر الأكرمي
النماص - نورة الشهري
*دمشق مأرز العز والمجد وإحدى *أشهر*المدن الاسلامية العتيقة نالت أهمية**فائقة منذ فجر الاسلام. اتخذها بنو أمية**عاصمة لهم منذ فجر الاسلام حيث حكموا ثلث العالم من جوار نهر بردى وجبل قاسيون.
يتذكرها الشاعر ثم يتذكر ما آلت**إليه**وما تجرعت من المواجع والآلام**والنكبات.فيكتب هذه القصيدة.
شعر / عبد الله الأكرمي 23/7/1437هـ المشرف التربوي بتعليم النماص *دمشق * لاتحملي الهم يا ريح (الخماسينِ) ولا تمت كمداً يا بحر قزوين ولا تهب علينا يا صبا بردى ولا تغرد لنا يا طير (قسيون) قد استحال عويلاً شدونا زمناً وبدِلَ العذب بالأوحال والطينِ أنا دمشق أنا الحسناء فاتنة لكنني مُت في أحضانِ عنّينِ عاث (النصيري) في سهلي وفي جبلي وأفسد (الفرس) تفاحي وليموني كأنني لم أكن يوماً منعمةً أهديهم فضل زيتوني ويقطيني بنيّ .. ماذا دهاكم؟ ما حكايتكم؟ أتذبحوني - بلا ذنب - بسكيني؟ يا ليتني مت مذ (عمرو) (وسارية) ماتوا..ولم يغش روضي (بان كي مونِ) يا (ابن الوليد) ويا (ابن العاص) فإن أحفادكم باتوا يعقوني من لي بمثلكم عدلاً ومكرمة من لي بمثل (صلاح الدين) للدينِ؟ راحوا أمية ما ابقوا لمسجدهم مؤذناً أو إماماً يشتكي دوني فلا العصافير تشدو في مآذنه ولا (معاوي) في المحراب يطريني ولا بأرجائه درس ولا حلق ولا بمحرابهِ لحناً يسليني شَدُّوا أمية في حزن رواحلهم فشيعوني وكانوا قرةَ العينِ بعد (الوليد) نواعيري معطلة ومذ (سليمان) ما دارت طواحيني وخلفوني (بنو حمدان) أرملةٌ أصارع الموت بين الحين والحينِ أتسلموني إلى (بوتن) يبيتني سوءَ العذاب وفي النيران يلقيني ويح المعرة هل ما زال شاعرها (أبو العلاء) يبيع الخل بالتينِ؟ ويح العروبة بل لا ويحها أبداً فإن تاريخها ما عاد يعنيني أواه ليت (علي)* لم يؤرخوني ولم يرَ الدهر تاريخي فيرويني بنيّ ويحكم تبغونها عوجاً بالحربِ والضربِ والتشريدِ والبينِ حتى متى وكلاب الإنس تنبحني؟ حتى متى وقرود الجنِ تؤذيني؟ ما كنت أحسبني عِرضٌ بلا ثمن يبيعني نصفُ إنسانٍ ويشريني واحر ما بي (نزار) لا يؤازرني وليس يبردني شدو (البردوني) فلا (نزارُ) هزارٌ حين أسمعهُ ولا (اليماني) يمامٌ حين يحدوني ما في حماةٍ بنو عمٍ ولا رحم وليس في حلبٍ ربعٌ فيحميني ذهبت أشكو إلى بغداد مظلمتي فأجهشت بالبكا : ما فيّ يكفيني فهل بمكة أو بالتركِ من رمقٍ؟ فقد تقاسم أعدائي شراييني