بين شفتيها والسيجارة

مفرح الشقيقي

المسافة بين شفتيها والسيجارة مرصوفة بغوايةٍ لا أعرف اسمها ... ودخانها الفوضوي يحرضني على قراءة أسرار لم تُخلق بعد ... وهذا الليل الاستثنائي ينهش فضولي كي أتقدم مسافة قُبلة أو اثنتين أو عناق له طعم الخلود .

هذه الأنثى التي تشعل سيجارتها لاتلتفت إلى ضجيج الحرائق الذي يُوقَد داخلي ، ولاتهتمُّ بمنفضة اللذة التي أعددتها لها قبل سيجارتها ، ولاتقرأ في عينيَّ وحْي اللحظة وهو يتصبَّب لهفةً ... فكيف ألفتُ انتباهها ؟!! ليس ذنبي أن اللهفة كائن شعوري لايُلمس باليدين .

يا سيدتي : وأنت تدخنين مرّي على خارطة النار في ثغري ، واغرسي وطناً صغيراً أو اطبعي عنواناً مبعثراً أو اتركي توقيعاً يكفي لنسيان الدخان وتذكُّرك .

يا سيدتي : لستُ فضولياً كما تتصورين ، ولا متهوراً كما قد تتخيلين ، ولا نَزِقاً كما توسوس لك ملامحي ... أنا فقط مفتونٌ كان كلّ قَدَرهِ أن يقبض على شفتيك وهي تحوِّل لفافة تبغٍ بليدة إلى ناي .

*