عبق الليلك .... للكاتبه "زبيدة التركستاني"
زبيدةعبدالرحمن تركستاني*
حين كنت اقرا اوبالأصح اتأمل ماسطره عشاق هم شركاء في حبي للورد داعبتني كلماتهم وجميل عباراتهم وروعة مغازلاتهم للورد فحق له ان ينعم بكل تلك الكلمات والعبارات اما انا فعدت بذاكرتي الى ذلك الليلك الجميل الذي كاد ان يقتلني ... في حياتي لم اجثو على ركبتاي سوى لخالقي جل وعلا لكن ذلك الورد الليلكي اجثاني على ركبتاي واجرى دمعي وكم كان قاسيا في درسه الذي علمني اياه على جثمانه ...
لم يكترث لدموعي .. لم يكترث لوجنتاي اللتان كان يداعبهما بعبقه ونداه تلك الوجنتين اللتين مزقتهما دمعات الألم بعد ان كانتا تحيا به تساقط هذا الورد الليلكي على الارض بعد ان اسقطه ذاك المعلم لم يكتف بذلك بل وطأه بقدمه جثوت مسرعة اردت ان اقبل قدمه ...
سبقتني دموعي تصرخ وقد عقد لساني صرخت عيناي ارجوك اتوسل اليك لاتطأ الورد لاتسحقه بقدمك سأتعلم الدرس لكن ارجوك لاتطأ الورد فكأنك تدوس على قلبي.... لم يستجب لتوسلاتي وتمادى في سحق الورد او بالأصح قلبي ...
علمني ان اكون مثل هذا الورد مهما اقتطفه من لايستحقه ومهما سحق وتمزق تبقى رائحته ويبقى عبقه يملأ ارجاء الكون علمني انني مهما مزقتني سهام الجراح والالام واغرقتني في لججها ان اعود واطفو واحلق لأطير الى حيث جزيرتي ذات الزهور الليلكية فأقاسمها عبق الحب واتغنى مع طيورها بأعذب قصائد الحب الصادق ....
نهضت ولملمت اوراقه وكاني التقط قطعا متمزقة من بقايا قلبي ... وعاهدت نفسي ان اكون وفية لهذا الليلك الذي ضحى من اجل ان اتعلم هذا الدرس .... واليوم اجد نفسي اشم عبقه اذهب اليه في احلامي ...حتى ان صحوت يبقى عبقه ينعش قلبي ويملؤه حياة وحب ...