المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024

حكاية امراءة

طرحت جسدها المتعب من أعباء البيت على سريرها وتناولت هاتفها النقال الذي لم يتوقف عن رنين الرسائل ففتحت الهاتف
فإذا هي مقاطع عبر السناب شات من زميلتها التي قد سافرت إلى أوربا
صورت فيها مناظر الجبال التي يكسوها الجليد ومنظر الطبيعة الخلابة التي تطل عليها نافذة غرفتها في الفندق وضحكاتها هي وزوجها وأبنائها وهم يتنقلون بين المروج الخضراء .
أخذ قلبها يعتصر ألماً وهي تردد بينها
وبين نفسها الله يسعدك ويحفظك يا صديقتي الغالية والله يرزقني مما رزقك.
ثم فتحت الانستغرام وفتحت حساب أختها الصغرى فإذا هي تجد صورة لهدية قدمها لها زوجها بمناسبة ترقيته .
قالت : ما شاء الله ، الله يسخر لها ويسخر لي منذ زمن لم يجلب لي زوجي هدية( إيه) الحمدلله .
ثم فتحت حساب صديقتها فإذا صورة لهم وهم يتناولون وجبة العشاء في أحد المطاعم الراقية
قالت : الله يرحم ضعفي من المغرب وأنا في المطبخ متعبة لا احضرالعشا وهم ما شاء الله بالمطعم متهنين (إيه )الله يديم عليهم نعمته .
وأخذت تقلب من حساب إلى حساب وقلبها كله حسرات على ما ينقصها مزدرية نعمة الله عليها غافلة عما تتمتع به مماهو خير مما عند غيرها .
أغلقت هاتفها
وغادرت سريرها متوجه لزوجها تطلب منه أن يسافر بها مثل فلانة صديقتها ومثل فلان أخيها الذي سافر بزوجته وفلانه وفلانه وتلح عليه فكان رده الله ييسر ويدبر الصالح.
عادت لغرفتها توجهت للقبلةوصلت ركعتين قبل أن تخلد للنوم وتناولت مصحفها لتقرأ وردها ففتحت على سورة طه فاستعاذت وبسملت وتلت
( طه* مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ* إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ)
توقفت قليلا وتأملت الآيات (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ)
قالت في نفسها : أنزله لتسعد فالقرآن هو مصدر السعادة للعبد إذا تدبره وعمل به.
ثم تابعت تلاوتها حتى وصلت إلى قريب من آخر السورة
وإذا هي تقرأ
( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ)
تسمرت عيناها على الآية وأخذت ترددها
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ)
قالت : الآية تخاطبني
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ)
تنهدت وقالت: رحماك ربي كم مددنا أعيننا إلى متاع الدنيا الزائل فتعلقت به قلوبنا ،وتحسرنا على فواته فاضطربت قلوبنا وفقدنا السكينة والرضا فتسخطنا ولم يملأ أعيننا جميع ماعندنا من نعم لا تعد.
يخطئ من يظن أن أسباب السرور كلها في السفر والمطاعم والفنادق فالسرور يعتمد على النفس أكثر مما يعتمد على الظروف الخارجية
اللهم ارزقنا القناعة والرضا ... يارب فرج هم عبادك
بواسطة :
 0  0  9.6K