حديث الذكريات *------ *
*محمد عبدالله القاضي _*العلا
* *تنفس الصبح وهبت تسائمه العليلة تبعث الأمال وتنادي هيا الي مختلف الأعمال فلا وقت للخمول او التباطي اوالذبول صعد الأب الي المربد وتوجه الي زاوية في مربده واخذ يجمع ماتيبس من شماريخ البار علي ضوء الشمس ليضعها في محرمته الحمراء بهدؤء وتؤدة كي لاتفقد الشماريخ قيمتها فالمهم هنا هو المحافظة علي الطحين الأب وقد رق جلده واحنت السنون *ظهره والان الزمن قناته بما مر به من احداث وظروف, وبكل مايحمله الأب من هموم وامال وتفاؤل في نفس الوقت توجه *الي ابنائه اليافعين بعد عودتهم من المدرسة التي ذهبوا اليها مشيا وعادوا منها كذلك وموجها اليهم نداءاته وتوجيهاته الحازمة كل باسمه طالبا منهم القيام بما يتعين عليهم القيام به اولا باول فهذا موسم البار قد اذن بالدخول ولابد من المسارعة وتتبع النخلات نخلة بعد نخله ويمنع الأستعجال كما يكره التاخير فاي تأخير ستكون نتيجته العطعطة والعطعطة معناها اخضرار العذوق وبالتالي عدم استفادتها من طحين اللقاح ووفق هذه التعليمات الصارمة والمحددة انطلق الاب ومعه الابناء احيانا يذهبون الي نفس البستان واحيانا يتفرقون بين البساتين الاخري بحسب مايقتضيه الموقف وهذه هي عجة البار كما يسمونها *وغدا سوف تنطلق دورة الخليخ لكرة القدم في موعدها من شهر مارس الابناء في حالة من الترقب لانطلاق دورة الخليج ابتداءا بحفل الأفتتاح ثم بدء المباريات لكن موعد اقامة المباريات عصرا لايعطي الفرصة الكاملة للمتابعة المتأنية.
لكن الابناء في غاية اللهفة والحماس والترقب وما من سبيل لمتابعة المباريات الا من خلال اصطحاب الراديو أن امكن ومتابعة المباريات باصوات المعلقين المشهورين من امثال *محمد رمضان وخالد الحربان وغيرهم وهناك تتعالي الصيحات حينما يسجل المنتخب السعودي هدفا *في القول قووووووووول قول قول.
وهكذا تكون المتابعة والمعايشة لهذا المشهد الذي يحفل بالطبع بالكثير من التفاصيل المهمة التي تفصح عن مالدى *الناس من شدة المراس وقوة العزم والباس وهذه هي احدي صور الحياة الاجتماعية التي لايمكن لها أن تستمر بدون جد يغذيها ولهو قليل ينسيها فالحياة بالنسبة لهم ولغيرهم كما كانت *معترك كبير تتنوع فيه الأشغال و تتوالي فيه الفصول *فصلا بعد فصل وتنتقل المشاهد بعدها الي مجالات اخري بصور وظروف وعوامل مختلفة جيلا بعد جيل وهذه لمحات *اشرنا فيها الي قصة *البار ( يانخلة *يا حليلك بار بين الليف والجمار *) والي اللقاء مع مشهد اخر من سوانح الذكريات* * * * **