وحدي يا سيدتي أستطيع إناخة كبريائك
مفرح الشقيقي
كل الكبار الذين عشقوكِ قبلي لم يشعلوا لذة الجنون الأولى لقلبك ، ولن يستطيعوا زرع لحظة دافئة تخبرُ روحكِ من أين يسيل الجنون ، وأجزم أن ألف دهر قادمة لن تسعفهم لإيقاظ ياسمينةٍ تُهدى إليك ...
وحدي يا سيدتي أستطيع إناخة كبريائك ، وهزيمة نرجسيتك ، وذبح غرورك ، وخلق الرعشة الأولى لروحك الظامئة ، لأني - وأنا أحبكِ - أخلع عجرفة الكبار وأعشقكِ كـدرويش ... وحدهم الدراويش لايكذبون ولايتصنعون ولايرتدون عباءةً وهم يزورون قلوبهم .
جئتكِ كفلاّحٍ لم يهدأ فأسه بَعْد من شهوة احتطاب الزيف ، ولم تبرد رائحة الطين في يديه ، ولم تغادره تراتيل القرية . أدنى ما أحمله قصبات خبأتُ فيها شيئاً من طفولة النايات وأشياءً من حزن الطريق ، وأقصى ما أحلم به تحريرك من عقدة الفيروز ومفاوضة نحركِ للقبول بعقدٍ من أحجار القرية أمضيتُ زمناً في جمعها وزمناً في نحتها كي ألتقيك وأنا أشعر بفروسيةٍ ما . جئتك بسيطاً كإنسان ، وعظيماً كعاشق ...
وغداً حين أغادركِ سأعود محتفياً بكل هزائمي ومنتصراً بك ... الحب يا سيدتي أن تعود وخيلك - رغم كل جراحها - تبتسم .