لغة ُ الخلود
* سامي غتَّار الثقفي
تألَّـقِي فـي سـمـاءِ الـمـجـدِ والأدبِ
وحلّقي في فـضـاءِ الـنَّـجـمِ والشُّهُبِ
كغـيـمـةٍ فـي مـدارِ الـروح ساجـعةٍ
على الفـؤاد، تُـغـنِّـي أعـذبَ الطَّـربِ
يـافـتـنـةَ القـلـبِ يـالَـحـنَ الخُلودِ ويا
تـَرنيـمةَ الحُـسـنِ يـا حوريـةَ العـربِ
رحـيقُُ بـوحِـكِ في ثـغرِ الزَّمانِ شَـذا
أحلى من الشَّهـدِ والعُـنـّابِ والرُّطـبِ
ونَغمةُ الحرفِ في سمعِ البيانِ سَـرَت
تـشدُو بِلَحنٍ طريفٍ ـ مـنكِ ـ مُنسكِبِ
عَـجِـبــتُ يالــغـةَ الـقـرآنِ مـن ألـقٍ
فـي مُقـلـتـيـكِ، ولـمَّـا ينقـضِ عجبِي
مازلتُ أعشقُ فـيـكِ الحـرفَ مُنتَـشِياً
لأرتـوي من نَميـرِ الشِّـعرِ والخُـطـبِ
تـزهو حـروفُـكِ يانـبعَ البهـاءِ سـنــاً
لـمـّا حـَـواهــا بودٍّ أشـرفُ الـكـُتُـبِ
أنت الفَـخَار إذا مـا المـَجــدُ فـاخَـرَنا
بحـُسنِ لفظكِ نـرقى عـالـيَ الـرُّتـبِ
وأنـتِ أنـتِ لــنــا عــزٌّ ومَــفــخـَرةٌ
يَعـتـزُّ فـي لُـغـةِ الـقـرآنِ كـلُّ أَبـِي
كالشمسِ تسطَعُ فـي الآفاقِ باسِـمـةً
كـالـبـدرِ لـمَّـايُـجَـلِّي ظلمةَ اَلحُـجُـبِ
كالـفجرِ يـنـفُـثُ في الأرجـاءِ بـهجَـتَهُ
كالغَيثِ ، كـاللـؤلؤِ البرَّاقِ ،كـالـذَّهَـبِ
إن تُبـتُ عـن حُـبِّ مَن أهـواهُ مِن قِدَمٍ
فـإنـَّني عن هَـواكِ الـغَـضِّ لـم أتــُبِ
مـازلـتِ نـهــراً مـن اللألاءِ أحـمِـلُـهُ
بَيـنَ الجـَوانـحِ مِـنـهُ أستـقـي أدبـي
لا طِيبَ للـعَـيشِ إن لم* تسكني خلَدي
إنَّ الـحـيـاةَ بـغـيـرِ الضَّـادِ لم تـَطـبِ