حتى لا يقف قلبي
نبيلة يعقوب
هذا القلب العجيب ، على الشجرة يرسم مطعونا بسهم ، و على السبورة كثمرة فراولة حمراء فاقع لونها تسر المتذوقين .
هو عضلة جوفاء تضخ الدم ... تستقبله و تودعه .... ، و توزعه .
و يستمر بالانقباض و الانبساط ، بسرعة معينة و لمدة هي عمر الإنسان ، منذ الأسابيع الأولى في بطن الأم حتى يوضع في القبر .... و جسده يلم .
و قد يخالف العقل و يتمرد على قراراته ، و قد ينفصل عن الدماغ ، فلا هو ميت يدفن ، و لا هو حي يعلن ، و قد يعار و يزرع في جسد جديد مستعار .
يصاحب صاحبه ، تتسارع ضرباته مع نشاط صاحبه فتشي بحاله من خوف أو حزن أو قلق يقض المضجع ، و قد يصبح فارغا كفؤاد أم موسى ، و يتباطأ عندما تخلد للراحة فهو أيضا يحتاج استراحة.
مليء بمشاعر و أحاسيس يفضح صاحبه و قد يهوي به 70 خريفا ....
على غير هدى و حيا
مشيت في دربي !
أطلقت العنان لنفسي
و أعلنت عليها صدي و حربي .
عشقت الهوى و الغوى
و قنوات الفضا صارت حبي .
تشربت كل ما هو جريء فاضح ، للخير ماسح ، و غربي .
عشت عالم الزيغ و الزيف ،
و طيور اﻷحلام صارت سربي .
اتسعت دائرة الشر ...
غرقت بها و كل ما هو سلبي .
وقف قلبي !!!!!!!
ما حدث زاد همي و غمي
و كربي ....
أين كنت ?
عنك بعيدة أنا كنت ...
أطلب منك قربي...
فأنت ربي !
نعومة ورد ، و نقش جناح فراشة ،
و زينة ريش طاووس .....
أيقظت حسي !
و نفحة برد ، و نسمة فل ،
و لون زهر ، و عشب ندي رطب، فعرفت ربي !
من المبدع ؟
لمن أخضع ؟
من أطيع و لا أخدع ؟
بالطبع ربي .... بالطبع ربي !
لكن كثير وزري ، و عملي مزر ،
و يزري !
من يتجاوز عنه و يضاعف أجري?
حسبي ربي .... حسبي ربي !
و استمر دق قلبي ....
حتى لا يقف قلبي !
رب أبسط قلبي للحق ،
و اقبضه عن كل باطل ....
وقتها لا أبالي
حتى لو يقف قلبي .