أسبرين
شكت أمي ألم طارئ في رأسها, وقلبها *حينذاك *مثقل بالهموم,*
- *طلبت مني إحضار دواء الأسبرين المسكن , من الحانوتي العجوز الذي يبعد خطوات عن بيتنا ..
- وقد حرص صاحبها أن يؤمن كل الاحتياجات التي عليها الطلب
- دكانه سوق مصغر ..صيدلية ...ملابس ...ساعات,, اكسسوارات ....فواكه ..لعب أطفال ...
- أدوات منزلية ...إلخ
- . أما الأسبرين له ذكرى أليمة في نفسي , وكلما وقعت عيني عليه
- أتذكر العلقة الساخنة التي منيت بها من والدتي
- في حينا العتيق يوجد حانوتين أحدهما صغير, بمحاذاة بيتنا
- بضاعته لاتسمن ولاتغني من جوع والآخر أقصى
- يحتاج لمسافة . كثب وطرق وتعرجات...
- أختصر الهرولة أحيانا وأقفز متأرنبة حتى إذا مااقتربت من الوادي أهوي بقدمي لأغوص داخله
- ثم أصعد منه على عتبات وأحجار مرصوصة بطريقة غير منظمة, لأصل إليه
- كنت أكرهها و صاحبها العجوز المتطفل ,الذي يكثر الأسئلة علي , وكأني به
- يعدها من شهر ليصوغها على مطارقي من جديد , إجابتي (نعم ...لا)
- وما ذلك إلا لصعوبة نطق بعض الحروف على لساني ,وتجنبا لتعليقات العم سند السخيفة البغيضة على قلبي ...!!!
- و هكذا تتجدد أسئلته السابقة واللاحقة , مع كل روحة وجيئة , لتصبح مئة سؤالا ...!!!
- أحدث نفسي ليتني شبح أدخل لحانوته , وآخذ ماأريد دون أن يشعر بي ,
- أطلقت ساقاي للريح أشتري لأمي الدواء
- أخذت أردد أسبرين أسبرين أسبرين .... .لهجت بالدعاء أن يلهمني ربي لأنطقها صحيحة!!!
- بسبب فقد أسناني الأمامية في تلك الفترة, وأن أظفر بالدواء *...!!
- وعندما وصلت قلت أعطن أس أسبرين ولساني خرج نصفه ,ويدي على فمي ,عاجزة
- أن أنطق حرف السين عبثا حاولت أن أدخله.
- ضحك العم سند بصوت عال وردد أسبرين أم أثبيرتو؟!! كنت مغتاظة من تهكماته
- الصفيقة السامجة *..قلت ياعم أسرع هبنها
- أمي في انتظاري تشكو صداعا في رأسها
- أخذت العلبة وقدماي تسبقني ثم توقفت وخففت سرعتي عندما *شاهدت
- صديقتي (قوت القلوب)تلهو وتلتقط من الوادي بعض الحصى الصغيرة ...
- كنت سعيدة برؤيتها وأشارت هيا بنا ...نسيت الأسبرين و أمي ووجعها
- و لعبنا في مكان قريب من منزلهم الأثري الملتصق بجدار الوادي والذي تخلله
- بعض الشقوق من مياه الأمطار التي تسيل عليه بكثافة ..!!
- .... أدركنا الوقت ونحن تلهو وتمرح ..!!
- وكلما انتهينا من لعبة نذهب لأخرى
- الوهن الشديد أصابني من كثرة الجري ببن الأشجار والطرقات !!.... سمعت خطوات وضجة في ممر الوادي ..
- صرخت جلست على الأرض من شدة خوفي * * شاهدت أمي فوق رأسي تأخذني بيدي وتجذبها بقوة . ....
- تمنيت أن *تبلعني الأرض من بطشها في تلك اللحظة وفي الطريق
- *كنت أنظر لها بطرف خفي لاأقوى رفع بصري إلى أعلى*
- .. في البيت وبختني *وحبستني بغرفة خالية من كل شيء وحرمتني من الطعام
- وكلما سمعت بكائي تقول
- هه لن تموتي من الجوع وادفعي ثمن فعلتك الحمقاء أيتها الشقية !! ..
- ألم تفكري بأني سأموت قهرا وغبنا لو حصل لك مكروه...*
- أغلقت علي الباب بإحكام وكنت أنظر من فتحته الضيقة*
- أو أرتمي على الأرض وأرقبها من شقه وهي تتجول بين أروقة المنزل*
- تعبت من شدة الانتظار ونمت عند عتبة سجني ولا أعلم كم مر علي وأنا على هذا الحال
- ثم صحوت لأجد نفسي في المكان الذي أحببته, غرفة أمي . ....كبرت والموقف يتجدد
- أمامي كلما وقعت عيني على علبة أسبرين ....!!!