المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

غُص بها إذاً " لجهاد اﻻهدل"

*قبل أن تبدأ بقراءة التالي .. والذي أعتبره حماقة في زمن بُحت فيه الحناجر .. خلال الثلاث الأيام الماضية من حياتك والتي أمضيتها هُنا كم متناقضاً مر بك ! لم تعي ما أقصد ! إقرأ التالي اذاً : في الثاني عشر من تشرين الأول و في العام المتقدم للوراء استيقظت صباحاً رأيت جاراً لنا كان قد أخبرني بالأمس بأن على اخوتي وضع الزبالة بداخل المكب بدلاً من القائها بجواره ، يلقي كوب قهوة ورقي وبعض المناديل من زجاج سيارته المسرعة بإحدى طرقات مكة ، تأخرت قليلاً عن عملي بسبب مركبات قد اصطفت واقفه بجوار إحدى الارصفة التي تحمل لافته " ممنوع الوقوف " ، أثناء دخولي شدني منظر أحد الزملاء الذي وقف مدخناً تحت ملصق بحجم ذنبه كتب به " ممنوع التدخين " ، رويداً فقد خرجت للتنزه بكورنيش جدة الذي تفوح منه رائحة زهرة الاوركيد ، المختلطة برائحة شواء صديقنا الأحمق الذي اتخذ من أسفل لوحة الارشادات التي " تمنع الشواء بهذه المنطقة " موقعاً له . فاجأتني نوبة مرض تصيبني من وقت لأخر فتوجهت لأقرب المستشفيات الحكومية فمصابي لا يحتمل الانتظار ، أخبرني طبيب الطوارئ بعدم وجود سرير الان وتمتم ببعض الكلمات التي من المفترض ان تزيدني صبراً ، في لحظتها اتى ابن لأحد الشخصيات المرموقة يظهر عليه وأنه قد جرح إصبع قدمه الاصغر فأحدث استنفاراً طبياً وقد قطفوا له سريراً لا أعلم من أين . في طريق عودتي للمنزل توقفت بإشارة المرور التي قام بتجاهلها بعض الشبان الطائشين هداهم الله ، وفي لحظة سرحان مني افزعني طرق أحدهم على نافذة سيارتي ، فإذا به رجل المرور يخبرني بأني ارتكبت مخالفة لعدم التزامي بربط حزام الأمان . استلقيت على سريري وتأملت يومي فعادت بي ذاكرتي للأمس قليلاً واستحضرت الكثير الكثير من متناقضات مجتمعنا .. غصصت بداخلي حتى شهقت أوردتي .. كل ما حولنا متناقض جداً .. فهل يتجلى بمخيلتك الان بضع وتسعون نقيضاً ! نعم تجلت ؟ غص بها اذاً يا صديقي فنحن مجتمع يدعي المثالية لا أكثر.
بواسطة :
 0  0  11.7K