يوم لاينسى!
في مساء اليوم الثامن عشر من شهر ذي القعدة استيقظ والدي على رنين الهاتف المحمول القابع يركن غرفة نومه على طاولة قريبة من سريره وحاول تجاهله مراراً ولكنه استمر بالرنين ، وفي ظلمة الغرفة امتدت يده اليمنيى نحو الطاولة وبتجاهل عابر يرد في فتور . فإذا به صوت رجل غريب يسأل في غموض معي الأستاذ : محمد ؟ فأجابه والدي نعم .. من معي ؟ قال: أرجوك لا تقلق .. إن ابنك أصابه حادث مروري بسيط وننتظرك الآن بالطريق الدائري !!
تشتت نظرات والدي في ذهول ؛ وطفى على وجهه التوتر ؛ وهو يسير نحو الباب خارجاً من غرفة النوم ،تعثرت خطواته الضائعة في قلق ، في حين استيقظت والدتي فزعة من نومها وكأنها تسمع صوت أخي يناديها ؛ أمي ! نهضت من فراشها قلقة وخرجت من الغرفة تتبع همسات والدي وهو يجيب المتصل : نعم. نعم سأوافيكم في الحال ..!.. وكلها نظرات واجمة سائلة : ما الأمر ؟ في حين كنتُ وأختي مسترسلتان في نومنا .. فجأة فتح باب الغرفة بعنف وألتفت نحوه في استغراب حتى جاءتني كلمات أمي المختلطة بقلق عميق : يارؤى .. أخوك في حادث مروري وسوف أخرج مع أبيكِ !! كوني يا ابنتي بالقرب من الهاتف !! وخرجت ووالدي في سرعة من أمرهما ..
وبعد مرور نصف ساعة من انتظاري ، رنّ الهاتف والتقطت السماعة في توتر من أمري .. انتظر كلمة أسمعها تخمد نيران أفكاري المتأججة وكل صمت داخلي يسأل : ماذا حدث ؟؟ حتى سمعت نحيب أمي وكلماتها التي أرتمت كالجمر على نفسي : أخوكِ مات ، صرختُ بحرقة : لا... أمي .. أرجوكِ لا تقوليها ..! وأقفلت سماعة الهاتف . أحاول تجميع نفسي واستيعاب الموقف الذي لم أحتمله ورفعت سماعة الهاتف مرة أخرى ومازالت المكالمة معلقة ومازالت اسمع أصوات الإزدحام وصوت سيارة الإسعاف ..حينها دخلت أختي وعلمت بالأمر ..
خرجنا من البيت تائهتين .. لا نعي ضياعنا بطرقات الليل وإلى أين نتجه ؟؟ رجعنا إلى البيت وغاب الصبر ، بل فقدناه حتى تحول ذهولنا إلى صرخات مقهورة وكانت أمي بين زحمة الأقارب والجيران محملة بأساها وصدمة الواقع بين أيديهم مغشياً عليها .. آه مرت أيام العزاء كسيف يمرر بطعنته المستنزفة داخلي وكلمات ترددت بأقوال المعزيات : لم يكن حادثاً طبيعياً .. أشخاص معنيون وراء موته !!
وفي اليوم الثالث رجعنا البيت كجيش مهزوم في معركة ، وكأن كل شيء في الدار يروي لنا عن أخي .. أوراقه الجامعية في كلية الطب .. ملابسه المبعثرة في غرفته ومعطفه الطبي الأبيض الذي تلطخ بدمائه قبل أن ينهي دراسته الجامعية بكلية الطب ؛وكل ذكرى مرت بيننا من أفراح وأتراح ظلت تحي وجوده بآهات تخبطت في زوايا البيت .
تشتت نظرات والدي في ذهول ؛ وطفى على وجهه التوتر ؛ وهو يسير نحو الباب خارجاً من غرفة النوم ،تعثرت خطواته الضائعة في قلق ، في حين استيقظت والدتي فزعة من نومها وكأنها تسمع صوت أخي يناديها ؛ أمي ! نهضت من فراشها قلقة وخرجت من الغرفة تتبع همسات والدي وهو يجيب المتصل : نعم. نعم سأوافيكم في الحال ..!.. وكلها نظرات واجمة سائلة : ما الأمر ؟ في حين كنتُ وأختي مسترسلتان في نومنا .. فجأة فتح باب الغرفة بعنف وألتفت نحوه في استغراب حتى جاءتني كلمات أمي المختلطة بقلق عميق : يارؤى .. أخوك في حادث مروري وسوف أخرج مع أبيكِ !! كوني يا ابنتي بالقرب من الهاتف !! وخرجت ووالدي في سرعة من أمرهما ..
وبعد مرور نصف ساعة من انتظاري ، رنّ الهاتف والتقطت السماعة في توتر من أمري .. انتظر كلمة أسمعها تخمد نيران أفكاري المتأججة وكل صمت داخلي يسأل : ماذا حدث ؟؟ حتى سمعت نحيب أمي وكلماتها التي أرتمت كالجمر على نفسي : أخوكِ مات ، صرختُ بحرقة : لا... أمي .. أرجوكِ لا تقوليها ..! وأقفلت سماعة الهاتف . أحاول تجميع نفسي واستيعاب الموقف الذي لم أحتمله ورفعت سماعة الهاتف مرة أخرى ومازالت المكالمة معلقة ومازالت اسمع أصوات الإزدحام وصوت سيارة الإسعاف ..حينها دخلت أختي وعلمت بالأمر ..
خرجنا من البيت تائهتين .. لا نعي ضياعنا بطرقات الليل وإلى أين نتجه ؟؟ رجعنا إلى البيت وغاب الصبر ، بل فقدناه حتى تحول ذهولنا إلى صرخات مقهورة وكانت أمي بين زحمة الأقارب والجيران محملة بأساها وصدمة الواقع بين أيديهم مغشياً عليها .. آه مرت أيام العزاء كسيف يمرر بطعنته المستنزفة داخلي وكلمات ترددت بأقوال المعزيات : لم يكن حادثاً طبيعياً .. أشخاص معنيون وراء موته !!
وفي اليوم الثالث رجعنا البيت كجيش مهزوم في معركة ، وكأن كل شيء في الدار يروي لنا عن أخي .. أوراقه الجامعية في كلية الطب .. ملابسه المبعثرة في غرفته ومعطفه الطبي الأبيض الذي تلطخ بدمائه قبل أن ينهي دراسته الجامعية بكلية الطب ؛وكل ذكرى مرت بيننا من أفراح وأتراح ظلت تحي وجوده بآهات تخبطت في زوايا البيت .