رمضان كريم ...والمسامح كسبان!
بالأمس بعثت رسالة تهنئة لصديقي بمناسبة اقتراب الشهر الفضيل وطلبت منه أن يسامحني إن كان حصل مني أي تقصير فأجابني " أسامحك على أي خطأ فيهم يا أبو عبدالله "
أثار رده حزني وقلت في نفسي هو صديقي ومن حقي عليه أن يسامحني ويقيل عثرتي
شعرت بالحيرة حينها وقبل أن أجيبه تذكرت كتاباً في مكتبتي المتواضعة عن التسامح فقررت أن أبعثه لصديقي لعله يجد فيه ما يدفعه نحو مسامحتي ولأنني أعلم أنه سيكتفي بعنوان الكتاب فقط دون قراءة تفاصيله قررت أن أقرأه وأنقل إليه ما يحتويه.
ارتشفت قهوتي وبدأت أتصفح كتاب ميلر "قوة التسامح " حيث بدأه بقوله "عندما تسامح فإنك تسدي الخير إلى نفسك أولا وليس إلى من تسامحه" وبصراحة هذه العبارة شدت انتباهي فأخذت أبحث عن هذه القوة العجيبة فوجدت العديد من الأبحاث العلمية التي تؤكد ذلك.
فالصفح عن الآخرين ومسامحتهم يحسّن من صحتك العقلية والجسدية والأشخاص المتسامحون الذين لا يحملون الكثير من العواطف السلبية بداخلهم يتحسن تبعا لذلك جهازهم المناعي وصحة القلب لديهم إضافة الى أن التسامح يخفض ضغط الدم ويزيد من الطمأنينة كما وأنه يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب ويحسن من أواصر الترابط بين الناس.
توقفت عن القراءة فوراً فقد وجدت ما أظنه مجديا في مهمتي وسيحمل صديقي* على الإنصات لما سأقوله وحينها تذكرت قول معلم البشرية رسولنا صلى الله عليه وسلم أن الله أوصاه بتسعة أمور وذكر منها "وأن أعفو عمن ظلمني"
أدركني الوقت وقبل أن أذهب الى عملي نظرت الى الرسالة مرة أخرى وكتبت مسرعا "صديقي العزيز رمضان كريم والمسامح كسبان"
بقي سؤال مهم كيف ندرب أنفسنا على أن نكون أكثر تسامحاً تجاه الآخرين وهذا ما سأتحدث عنه في مقالٍ قادم.