مبدأ أو فكر سلمان
نقلة تاريخية وغير مسبوقة ومسعى فريد يضم أصدقاء وشركاء يتشاطرون هدف مكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والفرص والاستقرار بالشرق الأوسط الذي تمزقه الحروب، بل إنها بمثابة وضع أساس جديد لمحاربة الإرهاب وقمة تاريخية تتلاقي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوطن الإسلام وقلبها النابض قادة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، والذي قَبِلَ دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة المملكة كأول دولة خارجية يزورها في العالم بعد توليه منصبه.. رحلة فيها خروج على المألوف، حيث كانت الرحلة الأولى لجميع الرؤساء الأمريكيين منذ عهد رونالد ريجان إلى كندا والمكسيك، وليكون بها دلالة على نجاح الاجتماع الذي جمعه مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض خلال آذار (مارس) الماضي، والذي يعتبر أول لقاء للرئيس الأمريكي مع مسؤول عربي وإسلامي.
لقد أعلنها ترامب مؤكداً الشراكة القوية بين المملكة والولايات المتحدة، في تصريحه من البيت الأبيض: "السعودية هي الوصية على الموقعين الأكثر قدسية في الإسلام".
أجل، لقد استبق ترامب في هذه الزيارة التاريخية في زيارته للسعودية حلفاء أمريكيين تاريخيين مثل بريطانيا وفرنسا، فعكست مكانة السعودية كقائد كبير للعالم الإسلامي، وارتكاز تلك العلاقات على عدة محاور استراتيجية بعد مرحلة الفتور التي عاشتها بسبب سياسات الرئيس الأمريكي السابق خلال الفترة الماضية، وإعادتها إلى المسار الصحيح.
لقد اتخذت المملكة مبادرات وإجراءات أطلق عليها الباحثون الأمريكيون والغربيون "مبدأ أو فكر سلمان" الذي فرض مرحلة جديدة في المنطقة اتسمت بالمبادرة بالعمل وليس انتظاره والاقتصار على ردة الفعل، وهذه المرحلة التي استحقت مُسمى «الحزم والعزم» اهتمت بالدفاع عن مصالح المملكة ودول الخليج العربية بل وحتى المنطقة العربية لصد تجاوزات القوى الإقليمية والطائفية الطامعة وفي مقدمتها نظام ملالي إيران.
وهنا يحشد ترامب منذ توليه منصبه الدعم للمعركة ضد الإرهاب، بينما سيُظهر أن استراتيجيته "أمريكا أولا" تتسق مع الزعامة الأمريكية السعودية العالمية، والتي تُعد زيارته للشرق الأوسط فى محاولة لمواجهة الادعاءات الواسعة بأنه يكره الإسلام.
وختاماً: أن العلاقات السعودية الأمريكية، أقوى بكثير مما هي في العلن، ونقاط الاتفاق بين البلدين أكثر بكثير من نقاط الاختلاف.