تطايُر الكتب.!
بقلم ـ فاطمة عيسى
عندما يصبح العلم شهادة والتعليم وظيفة والأبوة مجرد تفريخ،ينتج لنا (إحتفالية) تمزيق الكتب بعد إنتهاء العام الدراسي كظاهرة تتكرر كل عام!
قديماً ؛*كان العلم يرتبط بالمبادئ ،القيم والأخلاق بمكارمه .
كان التعليم لدى المعلم رسالة.
ولدى الطالب علم.
ولدى الآباء مسؤولية التربية تجاه أبنائهم.
أما مؤخراً فقد لوحظ تكرار هذا الحدث في كل عام ، دون دراسة مستفيضة تجاهه ودون إتخاذ إجراءات وتدابير إحترازية:ككتابة تعهد من ولي الأمر بإعادة الكتب المسلّمة سليمة نظيفة في نهاية العام أو الفصل الدراسي مع سن غرامات على أولياء الأمور بدفع قيمة 100 ريال عن كل كتاب لم يُسلم،عدم تسليم الطلبة للشهادات،عدم تسليم الطالب لكتاب المنهج بالمرحلة التي تلي إتلافه لكتابه السابق.
سيجعل الآباء أكثر حرصاً على توعية أبنائهم بنعمة توفر الكتب المدرسية بالمجان والتي تُصرف عليها مبالغ طائلة من قبل الدولة عوضاً عن إعادة تدويرها والإستفادة منها أو من عوائد التدوير.
إذاً على البيت دور يوازي دور المدرسة في التوعية بقيمة هذه الكتب والحفاظ عليها.
إن إنتشار مقطع فيديو فوضوي كهذا في 2017 وفي وسائل التواصل الإجتماعي يسيئ لنا كشعب مسلم يتعبد بأول كلمة نزلت في القرآن (إقرأ).
حيث لا إحترام للكتاب ولا للعلم ولا حتى للمدرسة كون ماحدث كان أمامها
ولا حتى للمارة من نفس الطريق !
كل ذلك يضعنا بموقف حرج أمام المُشاهد له في أي بقعة من العالم ، ليتسائل عن همم أجيال المستقبل وعن فاعلية القوانين والإلتزام بتطبيقها لدينا !
ومازاد الطين بلة إعفاء وزارة التعليم لقائد المدرسة كردة فعل تجاه هذا السلوك المستهجن فكانت النتيجة أن تحملها وحده دون الآباء والطلبة أنفسهم !
نحن بحاجة لمعالجة القضية من جذورها مع دراسة أسبابها لا حل مؤقت يكون ضحيته قائد قد يكون على أشد الإلتزام والمسؤولية تجاه مهنته و مجتمعه في ظل تهاون يشترك فيه الجميع من وزارة التعليم ذاتها بعدم سن قوانين حازمة رادعة الى الطالب نفسه مرورا بالإعلام خطباء المساجد الآباء والمعلمين.
هذه الظاهرة بحاجة لدراسة مكمن الخلل لدى الطلبة وإعادة النظر في نظام التعليم لدينا والتشديد على التوعية بأخلاقيات العلم ومعايير السلوك المنضبط ،*نحو مجتمع متعلم راقي طموح معزز بقيم أخلاقية وبما يتواكب مع أهداف برنامج التحول الوطني
2020 - 2030 لتطوير التعليم في المملكة.