للقائمين على السياحة في عاصمة السياحة " أبها " ماذا بعد؟
منذ فترة تجولت في عاصمة السياحة العربية أبها ببعض المواقع التي كانت تعد في زمان آفل متنزهات تسمع في غاباتها جميع اللهجات فتطرب لها دلالة على قيمتها ومكانتها السياحية في الخليج العربي ونشاهد اقراننا من الأطفال من البلاد العربيه وهم يشاركوننا المرح واللعب وبالكاد تجد الأسرة مكاناً تضع رحالها فيه من شدة الإزدحام ...وإذ بي الآن امرعليها مرور العاشق الذي أرّقه البين ومافتأ يتعقب محبوبته في الاماكن التي اعتاد على رؤيتها فيها ولايناله من ذلك غير الألم ومشقة الوجد هذه الأماكن استعيدها واسترجعها الآن فبدت لي وكأنها خارج المعموره بالرغم من روعة الطبيعة فلا بشرٌ فيها يتنفس ولاطير ينشد فماهي الإ لحظات حتى بللتني السماء بمائها وكأنها تنوح على غادتها الحسناء و تتشبث بكل عابر لها لعله يؤنس وحدتها ويسلي خاطرها بالبقاء ولو لساعات لتستعيد ماضيها الغائب الحاضر بالقلب والرغم من ذلك الإ أن هذا المكان فقد كل تلك المشاعر التي عشناها بطفولتنا وتلك الأجواء بمافيها غادرتها بأسى وحزن ...
# تأملت في ليلة التدشين لعاصمة السياحة العربية " أبها " أن أرى العروس وهي منذ شهور تستعد لحفل زفافها ولتكشف عن حسنها لفرسانها الذين تسابقوا على الحضور منذ ساعات النهار الباكرة وهم يتأهبون للحدث ولطالما انتظرنا هذا الحدث الذي كان من المفترض أن يكشف ولو على عجالة عن ملف واضح وبرامج وخطة مدروسة لحزمة من المشاريع والبرامج التي تخدم تنمية اقتصادية مستدامة ليس لأبها وحسب بل في منطقة عسير باكملها كمنطقة سياحية فالمعطيات والامكانيات الطبيعية هي جاذبة ولكن من حيث الخدمات والمرافق هي بحاجة للكثير لاستيعات النقلة النوعية لها في الفترة الحالية
أما على مستوى تنظيم الحفل فالعشوائية بدت واضحة جلية للجميع وسوء التنظيم وعدم القدره على تفعيل ثقافة العمل المشترك والتنسيق بينهم كان مفقود بالمجمل فما أن ترغب في الحصول على اجابة عن استفسار للوصول للمكان المناسب لك للقيام بدورك وعملك كإعلامي تواجه تعقيدات وصعوبات وعدم تسهيل للمهمتنا كإعلاميين وإعلاميات حضرنا للقيام بدورنا وواجبنا المنوط بنا من باب المهنية والوطنية والمسؤولية الاجتماعية
وكان من الأحرى عمل عدة ورش لجميع العاملين والمنظمين والتنسيق بينهم فالفجوة في الاتصال والتواصل بين جميع الجهات الحكومية والفرق التطوعية مفقودة بشكل تام مما أدى لفوضوية في التفويج وحتى في المغادرة وماحدث بعد انتهاء الحفل كان دليل واضح لعدم التناغم والتعاون والانسجام. بالإضافة لافتقاد بعض الأفراد لبرتكولات الاستقبال للإعلاميين والإعلاميات الذين قدموا خصيصاً من أماكن بعيدة لتغطية الحدث والقيام بدورهم الاعلامي في عمل تقارير ميدانية
وبالنهاية نظل نحن كمواطنين قبل أن نكون إعلاميين حريصين على عكس صورة تليق بنا وطنيا ودولياً ولكن كيف لنا أن نكتب والمتاح غير مرضي لنا نحن كمواطنين وكزائرين وسياح للمنطقة نؤمن أن هذه المنطقة واهلها لديهم الكثير ولكن لايمكن لنا أن نتغاضى عن أسس تقوم عليها السياحة لأجل سهرة " مدتها نصف ساعة" لأحد نجوم الطرب من المملكة أو من الخليج نحن نبحث عن تنمية حقيقة تبدأ بالإنسان قبل المكان فلاحياة للمكان بدون مواطن يشعر بالانتماء ويستجيب للمؤثرات ويتفاعل معها تفاعلاً ايجابيا يخدم فيه دينه وطنه .. ولايمكن للمسؤول إبداً أن يعمل بمعزل عن المواطن وعن المنظومة الإعلامية فالشفافية مطلوبة ولابد على المسؤول أن يكون واضحاً مع الناس بماهو متاح والسقف المسموح به أما أن يترك لنا عملية التخمين وتشرع الابواب للتوقعات الايجابيه أو السلبية فلايمكن أن نحقق النجاح على مستوى السياحة ولاغيرها فالعمل الغير مدروس القائم على توقعات بدون أرقام عمل لن يكتب له النجاح ولايعدو كونه مرحلة آنية تنتهي بانتهاء الحدث السؤال الذي نطرحه هنا ... لجميع القائمين على العمل في منظومة السياحية في هذا الوطن " ماذا بعد؟