بذرة الجريمة
الإنسان لا يولد مجرما قاسا بطبعه ، لكنه يكتسبه تلك السمات ممن حوله ، وغالبا ما تلعب الظروف الدور الأساسي في خلق أناس يمارسون السلوك الإجرامي.
وببساطة يمكننا ملاحظة العلاقة العكسية بين ارتفاع المستوى المادي وانخفاض أعداد الجرائم في المجتمعات الإنسانية باختلاف الأجناس.
ولرفع المستوى المادي في فئه مجتمعية ما لا بد من رفع المستوى العلمي أولا وبشكل أساسي ، حيث ان التعليم يزيد من فرص العمل والإبتكار وبالتالى الحصول على مردودات مادية للأفراد وتقل معه دوافع ارتكاب الجرائم .
والعكس صحيح .
فكلما قل المستوى التعليمي قلت فرص الحصول على العمل وبالتالي ارتفع معد الفقر زادت معه دوافع الإقدام على ارتكاب الجرائم .
ويعد الفساد وعدم توزيع الثروات أحد أهم اسباب ارتفاع الجريمة ، فكلما اشتد الفقر في مجتمع ما ينعدم التلاحم والتآخي بين أفراده ، وتكثر معه حوادث السطو والسرقة ، بحجة الغاية تبرر الوسيلة ! .
وغالبا ما تجد تجارة المخدرات والحشيش أرضا خصبة في البلدان الفقير ذات الأفراد الغير متلاحمين ، فيقبل الفرد بيع الممنوع لجارة وصديقة في سبيل الحصول على عدة قروش يسد بها جوعه ,كما هو الحال في دول امريكا الاتينية كالبرازيل والمكسيك ,التى*تعد من أكبر الممصدرين للممنوعات فالعالم مثل
( الميرجوانا ) .
كما وتنتشر فيها العصابات التى تعمل في بيع وتصدير الممنوعات على مستوى العالم *حيث ان 90% من حصيلة الممنوعات داخل الولايات المتحدة مصدرها المكسيك بإرادات تقدر بنوح 13 مليار دولار ، بالإضافة الى ارتفاع معدلات الجرائم بنسب عالية جدا فالمكسيك حيث وصلت ل4 جرائم لكل 1000 نسمة ، وهو أمر طبيعي في بلد يقع أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر .
وفي المقابل نجد أن بعض الدول الإسكندنافية كالسويد على سبيل المثال ، باشرت في العمل على مشاريع في تحويل السجون الى فنادق فخمة ذات الخمس نجوم، بسبب قلة المجرمين وانخفاض أعداد الجرائم ، مما أدى الى الاستغناء عن عدد من رجال الأمن والشرطة .
وتعد السويد أحدى أغنى دول العالم وأكثرها تحقيقا للرفاهية الاجتماعية والاقتصادية ، وو صلت نسبة البطالة الى 5% في عامي 2011 الى 2012 ، حيث تعد من الدول الصناعية وتولي اهتماما كبير بالتنمية والثقافة إذ تقدم الحكومة السويدة لكل مواطن برامج للخدمات الإجتماعية كبرامج الرعاية الصحية وبرنامج رعاية الأسنان ، ومعاشات لكبار السن والعاطلين ، ومنح دراسية وتعليم مجاني ، وتقديم وجبات ومواصلات مجانية فالمدارس .
وتهتم الحكومة السويدية بالجانب الثقافي وتوليه اهتماما كبير حيث تعد السويد أكثر الدول الغربية انفاقا على الجانب التعليمي والثقافي ، حيث تنفق عشرات الملايين من الدولارات سنويا على مجال التعليم ، ومن المعروف عن السويديين أنهم أكثر الشعوب عشقا للقرائة والمطالعة .
أما بالنسبة لحالنا اليوم و مع ارتفاع الأسعار و إقدام بعض الشركات على فصل موظفيها ، فإنه بلا شك لا بد أن نتوقع ارتفاعا في نسبة الجريمة وتعدد أنواعها وارتكاب جرائم لم تكن معروفة من قبل في مجتمعنا ، فما إن لم نضع حلا تنمويا يحد من الفقر بأسرع وقت ، لابد حتما أن تنهار القيم وتتفكك الأسر ويقل التلاحم وتنتشر العداوة والبغضاء في مجتمعنا والعياذ بالله ،
ولعل هذا أحد أسباب كون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو
دبر كل صلاة ، كما جاء فالسنة النبوية الطاهرة . (اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ)