بالحوار نعيش وبالحوار نتطور
لعل اهم ما يصيب مجتمعاتنا العربية الان هو إفتقادها للغة الحوار البناء بين أفرادها و وجود فئة كبيره من الناس تتوهم وتدعى انها ع علم بجميع الأمور فتحاول بإصرار إقناع الغير بأفكارها ووجهة نظرها مهما كان خطئها مما سبب شرخ زلزل المجتمعات وشتتها ودفعناوما نزال ندفعثمنا باهضا لإنعدام لغة الحوار تتمثل بالحروب والإضطربات السياسية والنزعات والفتن الطائفية والقومية، اما على المستوى الاسري فنشاهد الكثير من حالات التفكك والضياع نتيجة للقمع والإضطهاد وعدم تقبل وجهة نظر الأخر فصرنا نرى الأخ يقتل أخيه والأبن يقتل أمه أو أبيه أو العكس..... الخ.
فبدائل الحوار عند الإختلاف والتنافس اما هيمنة تجبر الاخرين ع الخضوع كالعبيد مع الشعور بالغبن والحقد والتحفيز على الثأر والإنتقام أو سيادة ثقافة التناحر والبغضاء والتحشيد ضد الاخر لتكون السيادة للطرف الاقوى وهذا ما نعيشه في ظل إنعدام الحوار في مجتمعاتنا.
فاذا قارنا بين مجتمعاتنا ومجتمعات الدول المتقدمة سوف نلاحظ الفرق الشاسع فمجتمعاتهم تقدمت وتطورت لانها اتخذت الحوار ركيزة اساسية للتطوير فنجد هناك حوار اسري وإجتماعي وسياسي ولا يوجد تعصب فيما بينهم فالكل يتقبل وجهة نظر الأخر مهما كان صغير أو كبير على عكس ما نراه في مجتمعاتنا من وهن وضعف وتناحر فيمابيننا.
قد يقول البعض السبب
بإنعدام الحوار هو أن كل انسان يريد التميز وتكون كلمته هي المسموعه،أجل الانسان بغريزته يبحث عن التميز فلماذا لا يتميز بلغة الحوار وطريقة تواصله مع الاخرين وإقناعهم فبالحوار سوف ينال مراده ويتميز وتكون كلمته مسموعه بل سوف يكسب ود وحب من حوله، نحن مسلمون وديننا الحنيف أمرنا بالحوار فقد قال الله تعالى في محكم آياته(وجادلهم بالتي هي احسن).
وهناك نماذج وامثله من حياة رسولنا الكريم تعلمنا أهميه المناقشة والحوار،فالإنسان كما يقولون ليس جزيرة منعزله او أرضا بحد ذاته إنما هو قطعة من قارة وفرع من أصل وجزء من كل وهو عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس فلا تستخدم العبارات والالفاظ الجافه والجارحه وخاطب القلوب قبل ان تخاطب العقول وإذا خاطبت عقل اي أحد وناقشته فتحلى بالصبر وخاطبه ع حجم عقله وليس على حجم عقلك أنت، اما إذا رأيت انك تناقش من لا يستحق الكلام فلا تحقره أو تسخر منه فانك لا تصغره بل أنت تصغر ذاتك فلا تكن صغير الذات وتقلل من إحترامك وانما اصمت فالصمت بلاغه الكلام واستخدم فن الإستماع والإنصات عند بلوغ النقاش ذروته وابتسم ابتسامة جميله وهادئه لتبث الهدوء لك ولمن حولك واجعل عنوانك بالحوار نعيش وبالحوار نتطور.