المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

سووا صفوفكم وسدوا الخلل

منذ بدا التخطيط للانقلاب على ثورة فبراير تلاحم أعداء الامس وتصالح المتخاصمون وتوحد المنقسمون وتقارب المتباعدون وشكلوا جبهة موحدة ترسم السياسات وتضع الخط ويتم التنفيذ
نعم بدات بعدوان مليشاوي حوثي على دماج لكنه ما لبث حضور صالح يتجلى بوضوح في عمران
لم يكترث الانقلابيون بالماضي الدموي الذي يفصل بينهم وكان إسقاط يمن فبراير وإعادة اليمن الى احضان جبهتهم هو الجامع الأهم ولازالوا الى اليوم تحت لواء ذلك التحالف رغم التناقضات السياسية والفكرية والمصالح بينهما
انهم يحاربون في معركة واحدة ويجيشون تحت لواء واحد
في المقابل فإن الصورة في الطرف الثاني تبدو على النقيض
إن اكثر ما أضر بجهود اليمن شعبا وشرعية وقوى مقاومة وقوى سياسية هو التشظي الحاصل بفعل فاعل او بغباء غبي في موقع قرار
وهو ما افرز معارك مجزأة لكل منها اجندة واهداف تتباين وتتصارع وربما تتقاتل مستقبلا بل وقد شاهدنا تآمرا من بعضها على البعض الاخر وخذلانا وتشفيا وتشكيكا والاسهام في مجهود الحرب النفسية والإعلامية لصالح الانقلابيين وتكريس ثقافة الكراهية وتجسيد الأقتسام البنيوي في المجتمع على أسس خليط من المناطقية والسياسية
ان تجزئة المعركة ضد الانقلابين احد اسباب اطالة الحرب وعلى الرغم من وجود سلطة شرعية رئيس وحكومة لكن المواجهة في الميدان أخذت طابعا مختلفا وراينا جبهة في عدن واُخرى في تعز ومثلها البيضاء ومأرب وغيرها بدلا من قيادة معركة شاملة وموحدة وان بقطاعات عسكرية في مناطق متعددة.
هذه التجزئة لم تقلل من الفاعلية في الميدان وسرعة الحسم لكنها قبل ذلك ضربت فلسفة ومشروعية مواجهة الانقلاب واجبا وطنيا وقلصت مساحة التأثير في قطاعات المجتمع كما انها افشلت اي مسعى لاستنهاض كل القوى الوطنية والاجتماعية في المشاركة في مواجهة الإنقلاب واستعادة الجمهورية من براثن الانقلابيين
وعسكريا ايضا اضرت هذه التجزئة بالقدرة على خوض حرب منسقة متزامنة في جبهات متعددة كان من شانها القضاء السريع على الانقلابيين بدلا من استمرار الحرب كل هذا الوقت ما تسبب في تعميق ماساة اليمنيين وسقوط المزيد من الضحايا وتوسيع رقعة الدمار فضلا عن تفاقم اهتراء النسيج الاجتماعي المتآكل
هذا الوضع الخطير هو ما يلقي مزيد من الشكوك حول مستقبل اليمن كما انه يشكل حاجزا وسدا منيعا امام انخراط كل اليمنيين في المعركة
والواقع اليوم يكرس بإستمرى ان معركة تعز هي تخص أبناء تعز وكذلك الامر كان في عدن وحضرموت والبيضاء… الخ والنتيجة تجذير فكرة مناطقية الحرب ومناطقية المصير
استفاد الانقلاب الى حد أقصى من هذا الوضع وخسر اليمن جهود كل ابنائه في استعادة دولتهم وجمهوريتهم وبدا أبناء محافظة ما غير معنيين بما يجري في المحافظة المجاورة وكأن المعركة تدور مع مجموعات سكانية تطالب بحكم ذاتي او بالإنسلاخ عن الكيان الوطني !!!
وحدها تعز أدركت ذلك مبكرا وخاضت الحرب منذ البداية دافعا عن الجمهورية والشرعية وإسنادا لعدن ولحج والضالع وهي اليوم تدفع ضريبة مضاعفة لدورها في ثورة فبراير ولإيمانها بالمشروع الوطني ولموقعها الجغرافي المهم
بواسطة :
 0  0  8.1K